للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما خلا الله باطل، أو أن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل١.

وورد أنه استشهد ببيت شعر لطَرَفَةَ بن العبد، هو:

ستبدي لك الأيامُ ما كانت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوَّدِ٢

وورد أنه جلس في مجلس من الخزرج، فاستنشدهم شعر: قيس بن الخطيم، فأنشدوه بعض شعره٣. وللرواة أخبار عديدة تشير إلى سماع الرسول الشعر وإلى وقوفه عليه وعلمه به، وأنه كان يكلف الصحابة بأن ينشدوه من شعر الشعراء، وذكر أنه نهى من رواية رثاء أمية بن أبي الصَّلت قتلى قريش في معركة بدر، لما فيها من رثاء لمشركين ومن تحريض على الإسلام٤. وورد أن الشاعر العباس بن مرداس"، شهد مع النبي حنينًا على فرسه "العُبيد"، فأعطاه النبي أربع قلايص، فقال:

أتجعل نهبي ونهب العبيـ ... ـد بين عيينة والأقرع

وكانت نهابًا تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع

فقال الرسول: اقطعوا عنَّا لسانه٥. ولسانه هو شعره.

وروي عن عمر قوله: "نعم ما تعلمته العرب الأبيات من الشعر يقدمها الرجل أمام حاجته فيستنزل بها الكريم، ويستعطف بها اللئيم، مع ما للشعر من عظم المزية، وشرف الأبية، وعز الأنفة، وسلطان القدرة٦".

وقديمًا قال ابن عباس: "إذا أعياكم تفسير آية من كتاب الله، فاطلبوه في


١ إرشاد السَّاري "٩/ ١٠١ وما بعدها"، صحيح مسلم "٧/ ٤٩"، "كتاب الشعر".
٢ معجم الشعراء "٢٠٢".
٣ الأغاني "٣/ ٧".
٤ الأغاني "٤/ ١٢٢ وما بعدها"، الفائق "٣/ ٥٢"، الأغاني "٨/ ٢٤٣"، ابن سعد "٥/ ٣٧٦"، المزهر "٢/ ٣٠٩".
٥ الشعر والشعراء "٢/ ٦٣٤"، الاشتقاق "١٨٨".
٦ بلوغ الأرب "٣/ ٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>