للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهلاك بعضهم فيها، ومنها حروب الردة، التي هلك فيها جمع من حفاظ الشعر من مسلمين ومن مشركين.

ويظهر مثل ذلك من رواية يرجع سندها إلى ابن سلام تذكر أنه "كان الرجلان من بني مروان يختلفان في الشعر فيرسلان راكبًا فينخ ببابه يعني قتادة بن دعامة، فيسأله عنه ثم يشخص"١، ويظهر من هذه الرواية إن صحت أن قتادة، كان من الحافظين للشعر، وقد عرف بأنه كان صاحب علم بأيام العرب وأنسابها وأحاديثها٢، وله أخبار في تفسير القرآن٣، ونعت بأنه كان من الحفاظ، قال عنه السيوطي: "ولم يأتِنا عن أحد من علم العرب أصح من شيء أتانا عن قتادة وهو من التابعين، روي عن أنس وابن المسيب، والحسن البصري، وروى عنه سعيد بن أبي عروبة٥. وقد ضرب الجاحظ به المثل في الحفظ، إذ قال: "كان يقال، زهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعقل مطرف، وحفظ قتادة، وكلهم من البصرة"٦. ويظهر أنه كان يروي الإسرائيليات٧. وجمع سليمان بن عبد الملك بين قتادة والزهري، فغلب قتادة الزهري، فقيل لسليمان في ذلك، فقال: إنه فقيه مليح. فقال القحذمي٨: لا، ولكنه٨ تعصب للقرشية، ولانقطاعه كان إليهم، ولروايته فضائلهم٩. وقد عرف بالنسب١٠، وهو أحد رواة رسالة عمرو بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري في أصول القضاء١١.


١ ابن سلام، طبقات "١٧ وما بعدها"، المُزْهِر "٢/ ٣٣٤".
٢ ابن سلام، طبقات "١٨".
٣ المُزْهِر "١/ ٢٩".
٤ المُزْهِر "٢/ ٣٣٤".
٥ المصدر نفسه "حاشية١".
٦ البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ٢٤٢"، ثمار القلوب "٩٠".
٧ البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ١٠٤، ٢٥٨"، عيون الأخبار "٢/ ١٧٩".
٨ القحذمي: أبو عبد الرحمن بن هشام بن قحذم القحذمي، من أهل البصرة توفي سنة "٢٢٢"، لسان الميزان "٦/ ٢٢٧".
٩ البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ٢٤٣".
١٠ البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ٣٥٦"، الحيوان "٣/ ٢١٠".
١١ البَيَانُ والتَّبْيينُ "٢/ ٤٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>