للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنها لم ترد في النص الأصل. وإني استبعد احتمال أخذ "بلاشير" من نسخة أخرى استعملت جملة "إحدى السبع المعلقات" بدلًا من "إحدى السبع" الواردة في النص الذي اعتمدت عليه، المطبوع ببيروت سنة ١٩٦٤م.

والعلماء مختلفون في القصائد التي تعد من المعلقات وفي عددها، ولكنهم متفقون على خمس منها، هي معلقات امرئ القيس، وطرفة، وزهير، ولبيد، وعمرو بن كلثوم. أما بقيتها، فمنهم من يعد من بينها معلقة عنترة والحارث بن حلزة، ومنهم من يدخل فيها قصيدتي النابغة والأعشى. وقد أضاف بعض العلماء القصيدتين اللتين اختارهما المفضل الضبي، وهما قصيدتا النابغة والأعشى، إلى المعلقات السبع التي هي من اختيار حماد، فجعلها تسع معلقات. ويرى "نولدكه" أن لولاء حماد لبكر بن وائل علاقة بإدخال حماد قصيدة الحارث بن حلزة اليشكري في جملة المعلقات، وذلك أن حمادا كان مولى لبكر بن وائل، وكانت هذه القبيلة في عداء مع تغلب، ولما كانت قصيدة "عمرو بن كلثوم" التغلبي قد لقيت شهرة واسعة، لم يسع حماد أن يعدل عن اختيارها، فاختارها، واختار معها قصيدة الحارث إرضاء لمن انتمى إليهم بالولاء، مع قلة شهرتها بالنسبة إلى القصائد الآخرى١.

ونجد في "الفهرست" اسم كتاب ذكر "ابن النديم" أنه من مؤلفات "الأصمعي"، دعاه "كتاب القصائد الست"٢. ولهذه التسمية أهمية كبيرة، لأنها تدل على أن "الأصمعي"، كان قد اختار من القصائد المعروفة ست قصائد، وضمها بين دفتي كتاب. ولم يشر "ابن النديم" إلى أسماء القصائد الست المختارة، ولكني لا استبعد احتمال إسقاطه قصيدة واحدة من بين القصائد السبع التي اختارها "حماد"، فصار العدد ست قصائد. كما أشار "البغدادي" إلى كتاب دعاه: "مختار شعر الشعراء الست: امرئ القيس، والنابغة، وعلقمة، وزهير، وطرفة، وعنترة"، وإلى شرحها للأعلم الشنتمري٣.

وأشار "السيوطي" أثناء حديثه في مقدمته لكتابه: "شرح شواهد المغني".


١ Brockelmann, I, s. ١٨, char. Lyall, translations of ancient arabian poerty, london, ١٨٨٥.
٢ الفهرست "٨٨"، "الأصمعي".
٣ خزانة "١/ ١٠"، "بولاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>