للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجارتنا إن الخطوب تنوب ... وإني مقيم ما أقام عسيب

أجارتنا إنّا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب

فإن تصلينا فالمودة بيننا ... وإن تهجرينا فالغريب غريب

وورد في كتاب: مقاتل الفرسان لأبي عبيدة، أن صخر بن عمرو الشريد أخا الخنساء، قال لما أدركه الموت:

أجارتنا إن الخطوب تنوب ... علينا وكل المخطئين مصيب

أجارتنا لست الغداة بظاعن ... وإني مقيم ما أقام عسيب

ومات فدفن بقرب عسيب. فلعلهما تواردا١.

وتذكر قصة، أن "امرأ القيس" دخل مع القيصر الحمام، فإذا قيصر أقلف، فقال:

إني حلفت يمينا غير كاذبة ... أنّك أقْلفُ إلا ما جنى القمر

إذا طعنت به مالت عمامته ... كما تجمع تحت الفلكة الوبر

وتذكر القصة أن ابنة القيصر نظرت إليه فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه، وطَبِنَ "الطمّاح بن قيس" الأسدي لهما، وكان حجر قتل أباه، فوشى به إلى الملك، فخرج امرؤ القيس متسرعا، فبعث إليه قيصر بحلة مسمومة، فتناثر لحمه وتفطر جسده. وكان يحمله "جابر بن حني" التغلبي، فذلك قوله:

فإما تريني في رحالة جابر ... على حرج كالقر تخفق أكفاني

فيا رب مكروب كررت وراءه ... وعان فككت الغلّ عنه ففداني

إذا المرء لم يحزن عليه لسانه ... فليس على شيء سواه بحزّان٢

ولم ينس "ابن الكلبي" ذكر آخر كلمة قالها شاعرنا حين حضرته الوفاة، فقال إنه قال:


١ السيوطي، شرح "٧١٥"، نزهة الجليس "٢/ ١٤٧".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٥٢ وما بعدها"، "الثقافة".

<<  <  ج: ص:  >  >>