للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجعل عينيه ربيئة قلبه ... إلى سلة من حد أخلق صائك

إذا هزه في عظم قرن تهللت ... نواجذ أفواه المنايا الضواحك

يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي ... بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك١

وهي قصيدة مدح بها عمه "شمس بن مالك"٢.

وقد شك "الجاحظ" في نسبة هذه القصيدة إلى "تأبط شرا"، إذ قال: "ومن هذا الباب قول تأبط شرا، أو قول قائل فيه في كلمة له"٣. وتنسب أيضا إلى "السليك بن السلكة" أحد غرابيب العرب٤.

وله قصيدة ذكر فيها أنه التقى بالغول، وصار جارا للغيلان، وقد وصف حاله معها، حيث قال:

وأدهم قد جبت جلبابَه ... كما اجتابت الكاعب الخيعلا

إلى أن حدا الصبح أثناءه ... ومزق جلبابه الأليلا

على شيم نار تنورتها ... فبت لها مدبرا مقبلا

فأصبحت والغول لي جارة ... فيا جارتا أنت ما أهولا

وطالبتها بعضها فالتوت ... بوجه تهول فاستهولا

وهي قصيدة ذكرها "ابن قتيبة"، وقد اكتفيت منها بالأبيات المتقدمة٥. وقد عمل "ابن جني" ديوان "تأبط شرا"٦، ونشرت بعض أشعاره وترجمت بلغات أعجمية٧.


١ الحماسة، لأبي تمام "١/ ٤٦ وما بعدها"، "بولاق"، كارلو نالينو، تأريخ الآداب العربية "٧٣"، "إذا خاص"، "إذا خاط"، الحيوان "٦/ ٤٦٧".
٢ كارلو نالينو، "٧٣".
٣ الحيوان "٦/ ٢٥٥"، وتجد اختلافا بين نص الجاحظ لها، وبين نصها في الموارد الأخرى.
٤ الحماسة "١/ ٢٢"، القالي، أمالي "٢/ ١٣٨"، التيجان "٢٤٢"، زهر الآداب "٢/ ١٨"، الصناعتين "٢٧٩، ٣١٠"، ثمار القلوب "٢٠٤"، الحيوان "٦/ ٢٥٦".
٥ الشعر والشعراء "١/ ٢٣٠ وما بعدها". إعجاز القرآن، للباقلاني "٢٢"، مروج الذهب "٢/ ١٣٤ وما بعدها"، "ذكر أقاويل العرب في الغيلان والتغول".
٦ بروكلمان "١/ ١٠٤ وما بعدها".
٧ Ch. Lyell, Four Poems by T. Sh. the Poet, brigand JRAS, ١٩١٨, ٢١١-٢٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>