للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وإلى ذوي رحمه، ومن هنا كان عناد قريش وكفرها وعدواتها للرسول. كما نص على ذلك صراحة في القرآن وفي كتب السير١. وأخذت تؤذيه وتؤذي المسلمين كلما ازداد هجوم الإسلام على الأصنام والأوثان.

ويشبه هذا النزاع ما وقع في النصرانية من هجوم على تقديس التماثيل والصور التي تمثل "الثالوث"، و "المسيح"، حيث اعتبرها البعض شركا، مما سبب وقوع شقاق في الكنيسة. فقد اعتبر بعض رجال الدين الـ "أيقونات" شركا، ولذلك حاربوا التماثيل والتصاوير. وقد كانت هذه المشكلة قد بدأت في الكنيسة نتيجة الصراع الذي وقع بين رجال الدين حول طبيعة المسيح.

ولو أخذنا بصدق ما نسب إلى الجاهليين من شعر ورد فيه اسم الله، وجب إدخال عدد من شعراء الجاهلية في المتألهين، القائلين بوجود إله، هو "الله". ففي شعر ينسب إلى "عروة بن الورد"، نجد اسم الله مذكورا فيه، إذ يقول:

فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا٢

ويجب عد "امرئ القيس" من المتألهين أيضا، فقد زعموا أن العرب كانت لا تعد الشاعر فحلا، حتى يأتي ببعض الحكمة في شعره، فلما قال:

والله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرجل

عدوه فحلا٣. وهكذا أدخلوه بهذه الحكمة في جملة الفحول.

وقد ورد اسم الله في معلقته، في البيت:

فقالت يمين الله مالك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي٤

ونجده يحلف بالله، فيقول: "يمين الله"، و "حلفت لها بالله"، وتقول


١ ابن هشام، سيرة "١/ ١٧٠"، "حاشية على الروض".
٢ ديوان عروة "١٩١".
٣ الشنقيطي، شرح المعلقات "٦١".
٤ الشنقيطي، شرح المعلقات "٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>