للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "أبو ذؤيب" "خويلد بن خالد بن محرث"، شاعر مخضرم، مجيد. وهو من "هذيل". رحل إلى المدينة، فوصلها والرسول مسجى، فكان ممن صلى عليه وشهد دفنه. "سئل حسان من أشعر الناس؟ فقال حيّا أم رجلا؟ قالوا حيّا، قال: هذيل، وأشعر هذيل غير مدافع أبو ذؤيب. وتقدم أبو ذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي أولها:

أمن المنون وريبها تتوجع١ ... التي يرثي بها بنيه.

وقد قال عنه بعض المؤرخين إنه شاعر مجيد مخضرم كان أشعر هذيل، وهذيل أشعر أحياء العرب٢. وقال المرزباني عنه: كان فصيحا كثير الغريب متمكنا من الشعر، وعاش في الجاهلية دهرا وأدرك الإسلام، وأسلم. وعامة ما قاله من الشعر في إسلامه٣. هلك في زمان عثمان وقيل في زمن "عمر"٤

وكان راوية لساعدة بن جؤية الهذلي٥.

وتعد قصيدته المذكورة التي قالها في رثاء بنيه الخمسة أو الثمانية الذين قتلوا أو هلكوا بالطاعون في عام واحد، من أجود شعره. وهي قصيدة تفيض بالأسى والحنان على بنيه الذين ترك فراقهم أسى وحسرة في قلبه. وأولها:

أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع

ومن أبياتها الجيدة:

وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع٦


١ السيوطي "شرح شواهد "١/ ٢٩"، الشعر والشعراء "٢/ ٥٤٧ وما بعدها"، الأغاني "٦/ ٥٦ وما بعدها"، الخزانة "١/ ٢٠١"، المؤتلف "١٩"، ابن سلام، طبقات "١١٠"، معاهد التنصيص "٢/ ١٦٥".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٣٠"، ديوان الهذليين "١/ ١٥٨"، "دار الكتب المصرية".
٣ الإصابة "٤/ ٦٦"، "رقم ٢٨٨"، حسن المحاضرة "١/ ١١٣"، أسد الغابة "٥/ ١٨٨"، ياقوت، إرشاد "٤/ ١٨٥ وما بعدها".
٤ السيوطي، شرح "١/ ٣٠ وما بعدها"، الإصابة "٤/ ٦٦"، "رقم ٢٨٨"، رسالة الغفران "١٥١، ١٦٦، ١٩٩، ٢٠٠".
٥ الشعر والشعراء "٢/ ٥٤٧ وما بعدها".
٦ جمهرة أشعار العرب "١٢٨ وما بعدها"، "بولاق"، السيوطي، شرح شواهد "٩٢ وما بعدها"، كارلو نالينو، تأريخ الآداب العربية "١١١ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>