للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشخاص من الغربيين ووصفوه، منهم "فلبي"، وقد وجد فيه خرائب عادية ووجد عددًا من الكتابات الحضرمية، هي الكتابات التي وسمت باسمه. ويشرف هذا الموضع على واد يمتد، فيتصل بتلال "شبوة"١. وقد كان حصنًا ومعسكرًا يقيم في الجيش، لحماية مزارع هذا الوادي، ولا بد أن يكون هنالك سبب جعل الملوك يختارون هذا المكان لإعلان اللقب الرسمي الذي يختاره الملوك لأنفسهم عند التتويج.

وقد تبين من بعض الكتابات المتعلقة بتنصيب ملوك حضرموت في هذا المكان أنهم كانوا يتقربون في يوم إعلان تتويجهم في حصن "أنود" بنحر الذبائح للآلهة. وقد تبين من بعضها أن في جملة تلك الذبائح التي قدمت إلى الآلهة حيوانات وحشية مثل الفهود. وقد استمرت هذه الاحتفالات قائمة إلى القرن الثاني بعد الميلاد على رأي "البرايت"، وإلى حوالي السنة "٢٠٠" بعد الميلاد على رأي "ركمنس"٢.

ومن مدن الحضرميين مدينة "ميفعت" "ميفعة"، وكانت على ما يظن عاصمتهم القديمة، وقد ورد في بعض الكتابات ما يفيد أن "يدع ايل بن سمه علي" رمم أسوار هذه المدينة٣. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها Mapharitis التي أشار إليها مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري"٤، ولدينا نص حضرمي يفيد أن "هبسل بن شجب" بنى سور المدينة وأبوابها، واستعمل الحجارة والأخشاب، وأنشأ فيها بيوتاً ومعابد، وأتم عمله بعده ابنه "صدق يد" فأعلى سور المدينة وأحكمه٥.

ولم تذكر الكتابة الجهة التي أنفقت على هذا العمل الذي يحتاج إلى نفقات عظيمة ولا شك، ولعل الدولة هي التي عهدت إليهما هذا العمل على أنهما مهندسان أو من المقاولين المتخصصين بأعمال البناء.

وكانت "ميفعة" من المدن المهمة، وقد ذكرت في عدد من الكتابات،


١ راجع وصف الموضع في "ص ٣١٤ وما بعدها" من كتاب: Shaba's Daughters
٢ Beitrage' s, ١٠٨
٣ Background, p. ٧٧
٤ Background, p. ٨٠
٥ REP, EPIG, ٢٦٤٠, V. , P ١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>