للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي الشّرف: بِنَا يبنو بنَاءً فَأَنْشد هَذَا: أُولَئِكَ قَوْمٍ إِن بنوا أَحْسنُوا إِلَيْنَا، فَعرفت قَدْر حَمَّاد بْن سَلَمَة من ذَلِكَ الْيَوْم، فَمَا كَنت أنْشدهُ إِلَّا مَا كنت أتقنه.

قَالَ القَاضِي: وَالْبناء فِي الرباع والمساكن مَمْدُود مكسور الْبَاء فِي لُغَات عَامَّة الْعَرَب، وبهذه اللُّغَة جَاءَ الْقُرْآن، قَالَ اللَّه تَعَالَى: " وَالسَّمَاءَ بِنَاءً "، وَذكر الْفراء أنَّ من الْعَرَب من يقصر الْبناء هَا هُنَا.

أَعْرَابِي يشرب بجزَّة صوف فتعاتبه امْرَأَته

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نصر، عَنِ الْأَصْمَعِي، قَالَ: شرب أَعْرَابِي بجزة صوف، فَلَامَتْهُ امْرَأَته وعتبت عَلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

عَتَبَتْ عَلَيَّ لأنْ شَرِبْتُ بصُوفِ ... فلئنْ عَتَبْتِ لأشْرَبَنْ بخَرُوفِ

وَلَئِن عتبتِ لأشربنَّ بنَعْجَةٍ ... ذَرْءًا وَمن بَعْدَ الخروف سَحُوفِ

الذرء: الَّتِي فِي رَأسهَا بَيَاض، والسحوف: سَمِينَة.

وَلَئِن عتبت لأشربن بلَقْحَةٍ ... صَهباء مالِئَةَ الإناءِ صَفُوفِ

وَلَئِن عتبتِ لأشربنَّ بصاهل ... مَا فِيهِ من هجن وَلَا تَقْرِيفِ

الهجين: الَّذِي أمه من غَيْر جنس أَبِيهِ، والمقرف مثله.

وَلَئِن عتبتِ لأشربنَّ بواحدي ... ويكونُ صبري بَعْدَ ذَاك حَلِيفِي

فَلَقَد شربتُ الْخمر فِي حَانُوتِها ... صفراءَ صَافِيَة بِأَرْض الرِّيفِ

وَلَقَد شهِدت الْخَيل تُقْرَعُ بالقَنَا ... وأجبْتُ صَوْتَ الصَّارِخ المَلْهُوفِ

قَالَ أَبُو بَكْر بْن الأنبَاريّ: إِنِّي وجدت بِغَيْر هَذَا الْإِسْنَاد أنَّ امْرَأَته أَجَابَتْهُ فَقَالَت:

مَا إِن عتبت لِأَن شَرِبْتَ بصُوفِ ... أَوْ أَن تَلَذَّ بلَقْحَةٍ وخَرُوفِ

فاشربْ بِكُل نفيسة أُوتِيتَها ... ومَلكتَها من تَالِدٍ وطريفِ

وارفع بطرفك عَنْ بُنَيَّ فَإِنَّهُ ... من دونه شغب وجذع أُنُوفِ

فطنة قَاض

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمقري، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِدْرِيس الْحداد، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُون الْحمال، عَنْ يزِيد بْن هَارُون، قَالَ: تقلد الْقَضَاء بواسط رَجُل ثِقَة كثير الحَدِيث مَا أَظُنهُ إِلَّا أُكْرِه عَلَى الْقَضَاء وَالله أعلم - فجَاء رَجُل فاستودع بَعْض الشُّهُود كيسًا مَخْتُومًا ذَكَرَ أَنَّ فِيهِ ألف دِينَار، فَلَمّا حصل الْكيس عِنْدَ الشَّاهِد، وطالت غيبَة الرَّجُل، قَدَّر أَنَّهُ قَدْ هلك، فَهَمَّ بإنفاق المَال، ثُمَّ دَبّر ففتق الْكيس من أَسْفَله وَأخذ الدَّنَانِير وَجعل مَكَانهَا

<<  <   >  >>