للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالَ الْأَعْشَى:

أَبَانَا فَلا رِمْتَ مِنْ عِنْدَنا ... فإنّا بخيرٍ إِذَا لَمْ تَرِم

وَقَالَ أَيْضا:

أَفِي الطَّوْفِ خِفْتِ عَلَيَّ الرَّدَى ... وَكم من ردٍ أَهله لَمْ يَرِم

وَقَول نصر بْن غَالب فِي أنيس أَيْضا: لَقَدْ خفت أنْ أَقْْضِي وشيكًا أسكن الْيَاء فِي أقضى وَحكمهَا أَن تنصب بِأَن ليسلم بَيته من الانكسار، وَقد يَجْعَل هَذَا عَلَى لُغَة من يَقْرَأ الْفِعْل الْمُضَارع عَلَى الرّفْع بَعْدَ أَن وَلَا ينصبه وَقد جَاءَت فِي الشّعْر أَبْيَات عَلَى هَذَا فِي الصَّحِيح غَيْر المعتل، من ذَلِكَ قَول الشَّاعِر:

وَإِنِّي لأجتاز القِرى طَاوِيَ الحَشَا ... مُحَاذَرَةً من أَن يُقَالُ لئيمُ

وروى بَعضهم عَن مُجَاهِد أنَّه قَرَأَ: " لِمَنْ أَرَادَ أَن يتم الرضَاعَة " وَالْأَشْهر عَنْهُ: من أَرَادَ أَن يتمَّ الرضَاعَة، وعَلى تَوْجِيه الْفِعْل إِلَيْهَا وَقِرَاءَة الْجُمْهُور من السّلف وَالْخلف الَّتِي لَا نستجيز تَعَدِّيها " من أَرَادَ أَن يتمَّ الرضَاعَة " لوجُوب الحجَّة بنقلها لصحتها فِي الْعَرَبيَّة ومقاييسها، وَمِمَّا أسكنت ياؤه من معتل هَذَا الْبَاب قَول الْأَعْشَى:

فَتى لَوْ يُنادي الشَّمْسُ ألقتْ قِنَاعها ... أَو القَمَر السّاري لألْقَى المَقَالدا

وَجَاء مثله فِي الْوَاو، وَذَلِكَ قَول الفرزدق:

فَإِن حَرَامًا أَن أسبَّ مُقَاعِسا ... بآبائي الشُّمِّ الكرامِ الخضارمِ

وَلَكِن نَصَفًا لَوْ سببتُ وسَبّني ... بَنو عَبْد شمسٍ من منافٍ وهاشمِ

أُولَئِكَ أكفائي فجئتني بمثلهم ... وأعبدُ أَن أهجو كُلَيْبًا بدارمِ

وَمثل هَذَا كثير وشواهده وَذكر علله من جِهَة النَّحْو وَالْإِعْرَاب وَاسع جدا، وَله مَوضِع هُوَ أولى بِهِ، وَقد أضيفت جملَة هَذَا الشّعْر وَالْخَبَر الَّذِي تضمنه فِي رِوَايَة أُخْرَى إِلَى قُس بْن سَاعِدَة وَأَنه أنْشد هَذَا فِي نديميه، وَقد روينَاهُ فِي أَخْبَار قُسِّ وأقاصيصه.

الصمصامة سيف عَمْرو بْن معدي كرب

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر الْعقيلِيّ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن الْحَارِث، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، قَالَ: أَخْبرنِي أَحْمَد بْن أبي مُحَمَّد اليزيدي، قَالَ: كَانَ أبي ربّى الرشيد ومُوسَى ابْني المهديّ وأدَّبهما قَالَ: فَدخلت عَلَى مُوسَى وَقد اسْتخْلف وَكَانَ يجلني ويكرمني، فَسلمت فَرد عَليّ السّلام واستقعدني فَقَعَدت، وَإِذا بَيْنَ يَدَيْهِ سيف عريض كَأَنَّهُ بقلة، فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا سيف عَمْرو بْن معدي كرب الصمصامة، فاستحسنته، فَقَالَ لي أَمِير الْمُؤمنِينَ: قَدْ كنت سَأَلت أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَن يهب لي هَذَا السَّيْف فضنَّ بِهِ عَنْي ومنعنيه، فآليت إِن بَلغنِي اللَّه

<<  <   >  >>