للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَأَيْتُ الْهوى حُلْوًا إِذا اجْتمع الوَصْلُ ... ومُرًّا عَلَى الْهِجْرَانِ لَا بل هُوَ القَتْلُ

وَمن لَمْ يَذُقْ للهَجْر طعْمًا فَإنَّهُ ... إِذا ذاق طَعْم الْحُبِّ يَدْر مَا الوَصْلُ

وَقَدْ ذُقْتُ من هذَيْن فِي الْقُرْبِ والنَّوى ... فأبْعَدُهُ قتلٌ وأقْرَبُهُ خَبْلُ

هُوَ أشعر النّاس

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى، قَالَ: قَالَ بعض أَصْحَاب العتابي: رَأَيْت العَتَّابِيّ ينظر فِي كتابٍ ويلتفتُ إليَّ وَيَقُولُ: هُوَ واللَّهِ أشعرُ النّاس، فَقلت: وَمن هُوَ؟ قَالَ: أما تعرفُه؟ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

إِذا نَحْن أَثْنَيْنَا عَلَيْك بِصَالح ... فَأَنت الَّذِي نُثْنِي وَفَوق الَّذِي نُثْنِي

وَإِن جَرَتِ الألفاظُ يَوْمًا بمدحةٍ ... لغيرك إنْسَانًا فَأَنت الَّذِي نَعْنِي

فَقلت لَهُ: من هُوَ؟ قَالَ: أَوْ مَا تعرفه؟ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

تَسَتَّرْتُ من دَهْرِي بِظلِّ جَنَاحِه ... فَصِرْتُ أرَى دَهْرِي وَلَيْسَ يَرَانِي

فَلَوْ تَسَلِ الأَيَّامُ مَا اسْمِيَ لما دَرَتْ ... وَأَيْنَ مَكَاني مَا عَرَفْنَ مكانِي

ويروى: فَلَو تسْأَل الْأَيَّام بِي مَا عرفنني، ويُروى: مَا دَرَيْن بِي، فَقلت: من هُوَ؟ قَالَ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

إِن السَّحابَ لَتَسْتَحْيِي إِذا نَظَرَتْ ... إِلَى نَدَاكِ فَقَاسَتْهُ بِمَا فِيها

حَتَّى تَهُمَّ بإقلاعٍ فيجمعها ... خوف الْعُقُوبَةِ من عِصْيان مُنْشِيها

فَقلت: لمن هُوَ؟ قَالَ: لأبي نواس.

جميلَة من هُذَيْل

حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي خميصة الْأَضَاحِي وَيعرف بِأبي عَبْد اللَّه، الحَرَمِيّ، ويزدادُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يزْدَاد المَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَير بْن بكارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن دَاوُد الْمَخْزُومِيّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن يَعْقُوب الثَّقَفيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قدمت الْمَدِينَة امرأةٌ من هُذَيل من نَاحيَة مَكَّة، وَكَانَت جميلَة وَمَعَهَا صبي، فَرغب الناسُ فِيهَا فخطبوها، فَكَادَتْ تذْهب بعقول أَكْثَرهم، فَقَالَ فِيهَا عبيد الله ابْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَة بْن مَسْعُود:

أُحِبُّك حبًّا لَو شَعَرت بِبَعْضِهِ ... لَجُدْتِ وَلَم يَصْعُبْ عَلَيْك شَدِيدُ

أُحِبك حُبًّا لَا يحبُّك مثَلَهُ ... قريبٌ وَلا فِي العاشقين بعيدُ

وحبك يَا أم الصَّبيِّ مُدَلِّهِي ... شهيدي أَبُو بَكْر فَنِعْمَ شَهِيدُ

ويَعْرِفُ وَجْدي قاسمُ بنُ محمدٍ ... وعُروةُ مَا ألْقى بكم وسَعِيدُ

<<  <   >  >>