للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعلم من ظُهُور الدفاتر

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن زِيَاد الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَليفَة الْفضل ابْن الْحُبَاب: أَن أَبَا زَيْد الأَنْصَارِيّ، رَأَى رَجُلا حسن الْعلم، كثير الراوية، جيد الْحِفْظ لمُلح الْأَخْبَار، لَا يتَمَثَّل إِلا بِحسن، وَلا يستشهد إِلا بجيد، فَقَالَ: كَأَنّ عِلْمَهُ واللَّه من ظُهُور الدفاتر.

أَعْرَابِي يسْأَل عُمَر

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَليّ بن إِسْمَاعِيل الخطي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمُسَيَّبِ بن شريك بن عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ:

يَا عُمَرَ الْخَيْرِ جُزِيتَ الْجَنَّةْ ... اكْسُ بُنَيَّاتِي وَأُمَّهُنَّهْ

أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَتَفْعَلَنَّهْ

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ:

إِذًا أَبَا حفصٍ لأذهبته

قَالَ: فَإِذَا ذَهَبْتَ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ:

تَكُونُ عَنْ حَالِي لِتُسْأَلَنَّهْ ... يَوْمَ تَكُونُ الأَعْطِيَاتُ يَمْنَهْ

وَالْوَاقِفُ الْمَسْئُولُ بَيْنَهُنَّهْ ... إِمَّا إِلَى نارٍ وَإِمَّا جَنَّةْ

قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلامُ أَعْطِهِ قَمِيصِي هَذَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ لَا لِشِعْرِهِ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُ.

نموُّ النَّبات مُرْتَبِط بِطَاعَة اللَّه

حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْهَيْثَم الشَّبي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَة بْن خَليفَة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْف الْأَعرَابِي، عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ، قَالَ: أَصَابُوا فِي خزائِن كسْرَى سَلَّةً فِيهَا حِنْطَة كأمثال اللُّؤْلُؤ مَكْتُوب فِيهَا: هَذَا نَبَتَ فِي سنةٍ كَانَ يعْمل فِيهَا بِطَاعَة الله.

بكاء الشُّعَرَاء عَلَى الشَّبَاب

حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْأَخْفَش، قَالَ: حَدَّثَنِي السكرِي، عَنِ المهلبي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، أحِسبه عَنِ ابْن سَلام، عَنْ يُونُس، قَالَ: مَا بَكت الأعرابُ فِي أشعارها شَيْئا مَا بَكت الشَّبَاب وَمَا بلغتْ كُنْهَهُ، فاتَّبع هَذَا الْكَلَام النَّمرِيّ، فَقَالَ:

مَا كنتُ أُوفِي شَبابي كُنْهُ عِزَّتِهِ ... حَتَّى انْقَضَى فَإِذا الدُّنْيَا لَهُ تَبَعُ

قَالَ يَزِيد: وسمعتُ أَحْمَد بْن المعَذَّلِ يتعجَّبُ من بَيت النَّمرِيّ بعد هفا وَيَقُولُ: أما ترى حَيْثُ اشْترط النَّمرِيّ حَيْثُ يَقُولُ:

مَا واجه الشيبَ من عين وَإِن وَمِقَتْ ... إِلا لَهَا نبوةٌ عَنْهُ ومُرْتَدَعُ

<<  <   >  >>