للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرَّسُول يشْهد حلف الفضول

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ إِلا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَعَنْ حِلْفِ الْفُضُولِ، فَأَعْلَمْتُهُ أَنَّ الْمَسْحَ جَائِزٌ، وَأَنَّ هَاشِمًا وَزُهْرَةَ وَتَيْمًا كَانُوا أَصْحَابَ حِلْفِ الْفُضُولِ، وَأَنَّ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: شَهِدْتُ حِلْفًا فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ بَيْنَ هَاشِمٍ وَزُهْرَةَ وَتَيْمٍ، وَأَنَا فِيهِمْ، وَلَوْ دُعِيتُ بِهِ لأَجَبْتُ، وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَخِيسُ بِهِ وَلِي حُمْرُ النَّعَمِ، وَكَانَ تَحَالُفُهُمْ عَلَى الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَنْ لَا يَدَعُوا لأحدٍ عِنْدَ أَحَدٍ فَضْلا إِلا أَخَذُوهُ وَبِذَلِكَ سُمِّيَ حِلْفَ الْفُضُولِ.

قَالَ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ: وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سُمِّيَ هَذَا الْحِلْفُ حِلْفَ الْفُضُولِ، فَفِي الأَوَّلِ أَنَّهُ سُمِّيَ بِهَذَا لِقَوْلِهِمْ لَقَدْ دَخَلَ هَؤُلاءِ فِي فَضْلٍ مِنَ الأَمْرِ، وَفِي الْخَبَرِ الثَّانِي لَمَّا قَالُوا فِي حِلْفِهِمْ إِنَّهُمْ لَا يَدَعُونَ لأحدٍ عِنْدَ أَحَدٍ فَضْلا إِلا أَخَذُوهُ.

[رمي بسهام السحر]

حَدثنَا أَحْمَد بْن أَبِي سهل بْن عَاصِم أَبُو بكر الْحلْوانِي قَالَ أَبُو بكر ختن الْمبرد قَالَ: لَقِيَنِي الأسباطي على الجسر وَقد أَخذ إِسْمَاعِيل بْن بلبل دور أهل الْخلد فَقَالَ لي:

بغى وللبغي سِهَام تنْتَظر ... أنفذ فِي الأكباد من وخز الإبر

سِهَام أَيدي القانتين فِي السحر

قَالَ فَمَا مَضَت الْأَيَّام حَتَّى كَانَ من أَمر إِسْمَاعِيل مَا كَانَ.

أَصْحَاب الحَدِيث يُؤْذونَ ابْن عَيَّاش

حَدثنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن خلف قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّاء وَلَيْسَ بالغلابي قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عبد الرَّحْمَن الْعَرْزَمِي قَالَ: كنت عِنْد أَبِي بكر بْن عَيَّاش فَجَاءَهُ أَصْحَاب الحَدِيث فآذوه، فَبعث إِلَى صَاحب الرّبع فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ: حَاجَتك يَا أَبَا بكر، قَالَ: أقِم هَؤُلَاءِ عني قَالَ: وَمَا حَالهم؟ قَالَ: أَصْحَاب يَا أَبَا بكر، قَالَ: أقِم هَؤُلَاءِ عني قَالَ: وَمَا حَالهم؟ قَالَ: أَصْحَاب الحَدِيث، قد آذوني وأضجروني، قَالَ: أرْفق بهم يَا أَبَا بكر فقد قصدوك وَلَهُم حق، فَغَضب وَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيّ هَذَا البتيارك!! ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا البتيارك؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: كَانَت امْرَأَة بِالْكُوفَةِ لَهَا زوج قد عسر عَلَيْهِ المعاش، فَقَالَت لَهُ: لَو خرجت فَضربت فِي الْبِلَاد وَطلبت من فضل الله تَعَالَى، فَخرج إِلَى الشَّام فكسب ثَلَاثمِائَة دِرْهَم، فَاشْترى بهَا نَاقَة سَمِينَة فارهة، فركبها وَسَار عَلَيْهَا، فأضجرته فَحلف بِطَلَاق امْرَأَته ليبيعنها يَوْم يقدم الْكُوفَة بدرهم، فَقَالَت لَهُ امْرَأَته: مَا جِئْت بِهِ؟ قَالَ: أصبت ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فاشتريت هَذِه النَّاقة فأضجرتني، فَحَلَفت بطلاقك ثَلَاثًا أَن أبيعها أول يومٍ أقدم الْكُوفَة بدرهم، فَقَالَت: أَنا أحتال لَك فعلقت فِي عنث النَّاقة سنورًا وَقَالَت: أدخلها السُّوق فَنَادِ من يَشْتَرِي السنور

<<  <   >  >>