للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويلومون فِيك يَا ابْنة عبد الل؟ ... هـ وَالْقلب عنْدكُمْ موثوق

لست أَدْرِي إِذْ أَكْثرُوا العذل عِنْدِي ... أعدو يلومني أم صديق

زانها حسنها بفرعٍ عميمٍ ... وأثيث صلت الجبين أنيق

وثنا يَا مغلجات عَذَاب ... لَا قصاراً ترى ولاهن روق

فدعَتْ بالصبوح يَوْمًا فَجَاءَت ... قينة فِي يَمِينهَا إبريق

ثمَّ كَانَ المزاج مَاء سَمَاء ... لَيْسَ مَا اجن وَلَا مطروق

فَقَالَ: أَحْسَنت يَا حَمَّاد، يَا جَارِيَة اسقيه فسقتني شربة ذهبت بِثلث عَقْلِي، ثُمَّ قَالَ: أعد، فَأَعَدْت فاستخفه الطَّرب حَتَّى نزل عَن فرشه، ثُمّ قَالَ لِلْأُخْرَى: يَا جَارِيَة اسقيه، فسقتني شربة ذهب ثلثا عَقْلِي، فَقلت: إِن سقتني الثَّالِثَة افتضحت، ثُمَّ قَالَ: سل حوائجك كائنة مَا كَانَت، قلت: إِحْدَى الجاريتين قَالَ: هما لَك بِمَا عَلَيْهِمَا من حلي وحلل، ثُمَّ قَالَ للأولى: اسقيه، فسقتني شربة سَقَطت فَلم أَعقل حَتَّى أَصبَحت، فَإِذا أَنا بالجاريتين عِنْد رَأس، وَإِذا خَادِم تقدم عشرَة خدم مَعَ كل وَاحِد بدرة فَقَالَ: أَمِير الْمُؤمنِينَ يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَيَقُول لَك: خُذ هَذِه فَانْتَفع بهَا فِي شَأْنك، فأخذتها والجاريتين وانصرفت.

تعليقات وتفسيرات قَالَ القَاضِي: قد رويت قصَّة هَذَا الشّعْر عَن حَمَّاد أَنَّهَا كَانَت مَعَ الْوَلِيد بْن يزِيد وفيهَا مَا لَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَر، وَفِي هَذَا الْخَبَر مَا لَيْسَ فِيهَا، وَجَائِز أَن تكون القصتان جرتا فِي وَقْتَيْنِ فيكونا غير متنافيتين وَقد أثبتنا الْقِصَّة الْأُخْرَى فِي بعض مجَالِس كتَابنَا هَذَا وَالله أعلم بصواب ذَلِك.

وَقَول عدي بْن زيد فِي هَذَا الشّعْر يصف ثنايا هَذِه الْمَرْأَة: وَلَا هن روق الروق الطوَال، يُقَال نَاب أروق وثنية روقاء وَالْجمع روق مثل أَحْمَر وحمراء وحمر، قَالَ الْأَعْشَى:

وَإِذا مَا الأكس شبه بالأر ... وق يَوْم الهيجا وَقل البصاق

يُقَال نَاب أكس وثنية كسَاء، إِذا كَانَا قصيرين، وَإِنَّمَا وصف الْحَرْب بالشدة وَإِن ريق الْمُحَارب قد شبهت أَسْنَانه على كسسها بالروق لتجردها وَقلة البصاق فِيهَا.

النوشجاني يتغاضى لِلْمَأْمُونِ فَلَا يرضيه ذَلِك

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن يحيى الْكَاتِب قَالَ حَدَّثَنِي من سمع قَحْطَبَةَ بْن حميد بْن قَحْطَبَةَ يَقُول: حضرت الْمَأْمُون يناظر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم النوشجاني فِي شَيْء وَمُحَمّد يغضي لَهُ ويصدقه فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: أَرَاك تنقاد لي إِلَى مَا تظن أَنه يسرني قبل وجوب الْحجَّة عَلَيْك وَلَو شِئْت أَن أقتسر الْأُمُور بِفضل بيانٍ وَطول لِسَان وأبهة الْخلَافَة وسطوة الرياسة لصدقت وَإِن كنت كَاذِبًا، وصوبت وَإِن كنت مخطئًا، وَعدلت وَإِن كنت

<<  <   >  >>