للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جائرًا، وَلَكِنِّي لَا أرضي إِلَّا بِإِزَالَة الشُّبْهَة وَغَلَبَة الْحجَّة، وَإِن شَرّ الْمُلُوك عقلا وأسخفهم رَأيا من رَضِي بقَوْلهمْ صدق الْأَمِير.

لَا باس أَن يكون الْخَال اشرف من الْعم

حَدثنَا يزْدَاد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى يَعْنِي تينة قَالَ حَدَّثَنَا القحذمي قَالَ: تزوج قيس بْن معد يكرب بنت الْحَارِث بْن عَمْرو من بني آكل المرار فَولدت لَهُ الْأَشْعَث بْن قيس ففال أَبُو هَانِئ الْكِنْدِيّ:

بَنَات الْحَارِث الْملك بْن عمروٍ ... تخيرها فَتنْكح فِي ذراها

لَهَا الويلات إِذا أنكحتموها ... أَلا طعنت بمديتها حشاها

وَقد نبئتها ولدت غُلَاما ... فَلَا عَاشَ الْغُلَام وَلَا هناها

فَأَجَابَهُ أَبُو قساس الْكِنْدِيّ:

أَلا أبلغ لديك أَبَا هني ... أَلا تنْهى لسَانك عَن رداها

فقد طالبت هندًا قبل قيسٍ ... لتنكحها فَلم تَكُ من هَواهَا

فطافت فِي المناهل تبتغيها ... فلاقت منهلا عذبًا شفاها

شَدِيد الساعدين أَخا حروبٍ ... إِذا مَا سيل منقصة أَبَاهَا

وَمَا حثت مطيته إِلَيْهَا ... وَلَا من فَوق ذروتها أَتَاهَا

قَالَ عِيسَى قَالَ القحذمي: وَآل الْأَشْعَث ينشدون هَذَا الشّعْر وَلَا ينكرونه قَالَ: وَا لأشراف لَا يبالون أَن يكون أخوالهم أشرف من أعمامهم.

اللِّسَان فِي اللُّغَة

قَالَ القَاضِي: قَوْله فِي هَذَا الشّعْر: أَلا تنْهى لسَانك عَن رداها أنث اللِّسَان، وَذكر أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ أَن الْعَرَب تذكر اللِّسَان وتؤنثه وَقيل من أنثه أَرَادَ بِهِ اللُّغَة والرسالة كَقَوْل الشَّاعِر:

إِنِّي أَتَتْنِي لِسَان لَا أسر بهَا ... من علو لَا صخب فِيهَا وَلَا سخر

مقولة لعَلي فِي مَفْهُوم الْقَضَاء وَالْقدر

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:

لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ صِفِّينَ قَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ مَسِيرِنَا إِلَى أَهْلِ الشَّامِ، بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا قَطَعْنَا وَادِيًا وَلا عَلَوْنَا تَلْعَةً إِلا بِقَضَاءٍ وقدرٍ، فَقَالَ الشَّيْخُ: عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَنَائِي، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِمَ؟ بَلْ عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكُمْ فِي مَسِيرِكُمْ وَأَنْتُمْ مُصْعِدُونَ، وَفِي مُنْحَدَرِكُمْ وَأَنْتُمْ مُنْحَدِرُونَ، وَمَا

<<  <   >  >>