للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَن أبي الْهَيْثَم وَغَيره:

لعمري لَئِن كَانَ المخبِّر صَادِقا ... لقد عَظُمَتْ بلوى تميمٍ وجلَّت

فَلَا حَمَلَتْ بَعد الفرزدق حرَّةٌ ... وَلَا ذاتُ حملٍ من نِفَاسٍ تعلَّت

هُوَ الْوَافِد المحبُّو والراقعُ الثّأي ... إِذا النَّعل يَوْمًا بالعشيرة زلَتِ

قَالَ: ثُمَّ عَاشَ بعده أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَمَات.

قَالَ القَاضِي: قد أَتَى فِي وَفَاة الفرزدق ونعيه إِلَى جرير وَمَا رثاهُ بِهِ عدَّة أَخْبَار، وَهِي تَأتي فِي أخبارنا على تفرّقها واختلافها، إِن شَاءَ الله.

إِذا بلغت الْمدَّة

حدثَّنا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمقري قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ وَسِيمٍ البوشنجي ببوشنج قَالَ: حَدثنَا عيد الرَّحْمَن بْن أَخِي الْأَصْمَعِي عَنْ عمّه قَالَ: قلتُ لأبي عليٍّ يَحْيَى بن خَالِد الْبَرْمَكِي وَهُوَ فِي مَجْلِسه: لَو فعلت كَذَا لَكَانَ كَذَا، فَقَالَ لي: يَا أَبَا سعيد إِذا بلغت المدَّة، ونفدت العدَّة، حَجَزَ بَين الإِنْسَان وَبَين حِيَلِهِ سدَّة.

تَعْزِيَة للْعَبَّاس بن الْحَسَن

حدَّثنا عمر بن الْحَسَن بن مَالك الشَّيْبَانِيّ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّد بن زيد قَالَ: عزَّى الْعَبَّاس بن الْحَسَن رجلا فَقَالَ: لَمْ آتكَ شاكًّا فِي حزمك وَلَا زَائِدا فِي علمك، ولكنّه حق الصّديق على الصّديق، فاسبق السلوَّ بالصير.

الْحَدِيثُ فِي اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصَّولي قَالَ: حَدَّثَنَا الْغلابِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ الصبَّاح قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: مَا بلغلك فِي الْكَلْبِ؟ قَالَ: قَدْ جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لِغَيْرِ زرعٍ وَلا حراسةٍ وَلا صيدٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كلَّ يومٍ قِيرَاطٌ، قَالَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: كَذَلِكَ جَاءَ الْحَدِيثُ، قَالَ الْمَنْصُورُ: خُذْهَا بِحَقِّهَا، ذَاكَ لأَنَّهُ يَنْبَحُ الضَّيْفَ ويروِّع السَّائِلَ.

أموي يتشفع بِيَحْيَى الْبَرْمَكِي لَدَى الرشيد

حَدَّثَنِي أَبُو النَّصْر الْعقيلِيّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن بن رَاهَوَيْه الْكَاتِب قَالَ: قَالَ يَحْيَى بن خَالِد الْبَرْمَكِي فِي أَيَّام الرشيد: جَاءَنِي رجلٌ وَأَنا فِي دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ فذكرَ أَنَّهُ من بني أميَّة، وَقَالَ: إِنِّي قصدتُ أَمِير الْمُؤمنِينَ لاستوصله وأمتَّ إِلَيْهِ برحمي، فَإِن رأيتَ أصلحكَ الله أَن توصلني إِلَيْهِ لأخاطبه بِما يَبْعَثهُ على بري وصلتي فعلتَ، وَأَنت الشريكُ فِي الشُّكْر وَالْأَجْر، فتذمَّمت أَن أردَّه بِغَيْر قَضَاء حَاجته، فدخلتُ على الرشيد فاستأذنته لَهُ، فَأذن فَدخل فسلَّم وَأحسن ودعا فَأكْثر، ثُمَّ أنشأ يَقُول:

يَا أمينَ الله إِنِّي قائلٌ ... قولَ ذِي دينٍ وصدقٍ وحَسَبْ

لكمُ الفضُل علينا وَلنَا ... بِكُم الفخرُ على كلِّ الْعَرَب

<<  <   >  >>