للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو فُعّال من المِزّ وهو بناء المبالغة مثل حُسّان وكُرّام، والهمزة التي فيه زائدة لإرادة بناء فُعّال كوُضّاء وقُرّاء. والهمزات التي تقع آخر الكلام أربع: همزة أصلية كهمزة قُرّاء وأجزاء، وهمزة منقلبة عن ياء مثل همزة رداء بدلالة أنك تقول هو حسن الرِّدْية، وهمزة منقلبة عن واو مثل همزة كساء بدلالة أنك تقول هو حسن الكسوة وهمزة لإلحاق بناء ببناء مثل حرباء وعَلباء ألحقتا ببناء سِربال. قال الأخطل:

بِئسَ الصُّحاةُ وبئسَ الشَّربُ شَرْبُهمُ ... إذا جرى فيهمُ المُزاءُ والسُّكرُ

العُقار

اشتقاقها من شيئين. قال الأصمعي من عُقْرِ الحوض وهو مقام الشاربة التي تلزمه، كأنها عاقرت الدن أي لازمته، ويقال ناقة عَقِرة إذا كانت لا تشرب إلا من ذلك الموضع قال امرؤ القيس:

فرماها في فرائِصِها ... بإزاءِ الحوضِ أو عُقُرِهْ

ويكون من العَقر وهو القطع. يقال عقرتُ الفرس فهو عَقير، ومنه امرأة عاقر لانقطاعها من الولاد، وعواقر النساء، وهو في الإبل: مصرّمات النوق. كأنها تعقر شاربيها بالسُّكر.

قال أبو الشيص:

عُقارٌ عوقرتْ في كأ ... سِها خوفاً من العقرِ

وقال أبو نواس:

تأخذُنا تارةً ونأخذُها ... فنحنُ فرسانُها وصَرعاها

والعَقاراء على فَعالاء اسم موضع، وليس من العُقار في شيء. وأنشد أبو الحسن الأعرابي لحميد بن ثور:

رَكودُ الحُميّا طَلّةٌ شابَ ماءَها ... بها من عَقاراء الكرومِ رَبيبُ

وبيضة العُقر آخر البيض ثم ينقطع. وقالوا: بيضة العُقر بيضةٌ يبيضها الديك في آخر عمره. قال بشار:

قدْ زُرتِنا زورةً في الدهرِ واحدةً ... باللهِ لا تجعليها بيضةَ الدِّيكِ

وقال أبو نعامة:

فديتُكَ في دبرهِ نَهيكُ ... وكان فيما مضى ينيكُ

فلا تعجبْ لذاكَ منهُ ... فربّما باضتِ الديوكُ

وهو القائل:

ما للبغيضِ سِنانٍ ... وللظباءِ المِلاحِ

أليسَ زانٍ خصيّ ... عاد بغير سلاحِ

وهو القائل:

دنيا دنتْ من جاهلٍ ونأتْ ... عن كلِّ ذي أدبٍ لهُ حجرُ

سلَحتْ على أربابِها حتى إذا ... وصلتْ إليَّ أصابَها الحَصرُ

والمتنبي ينظر إليه في قوله:

أتى الزمانَ بنوهُ في شبيبتهِ ... فسرَّهمْ وأتيناهُ على الهرَمِ

الخَمْطة

هي الحامضة، يقال خمِطَ اللبن إذا أخذ شيئاً من الريح. قال الهذلي:

كُميتٌ كلونِ الصِّرفِ ليستْ بخَمطةٍ ... ولا خَلّةٍ يكوي الشُّروبَ شِهابُها

والخمط ضرب من الأراك يؤكل فيلذعُ اللسان، وخمطتُ اللحم خمطاً وهو خَميط، إذا شويته حتى يبس. والحِمطيط ما تكرر لام الفعل منه. قال المتلمس:

إني كأني أبو قابوسَ مُرفلَةً ... كأنّها سَلخُ أبكارِ المخاريطِ

كأنَّ ألوانَها والشمسُ ماتعةٌ ... عندَ الغزالةِ ألوانُ الحماطيطِ

[المصطار]

هو مُفْتَعل من صار، وخروج الشيء من حال. تقول: صار الطين خزفاً فكأنها صارت إلى حموضتها عن خمريتها، وانصار الشيء أي مال، قال العجاج:

وكفَلٍ ينصار لانصيارها ... على اليمينِ وعلى يسارِها

وصرتُ الشيءَ وأصرتُه أي عطفْتُه. قال الشاعر:

أُجشّمها مفاوزَهُنَّ حتى ... أصارَ سَديسَها مَسَدٌ مَريجُ

والأصوَر المائل العنق، كذا قال أبو الرمة:

على أنّني في كلِّ سيرٍ أسيرُهُ ... وفي نظري منْ نحوِ أرضِك أَصْوَرُ

وذكر الحسن البصري رحمه الله العلماء فقال: تنعطف عليهم بالعلم قلوب لا تصورُها الأرحام أي لا تميلها. وقال المحدث البندنيجي:

هي الجآذرُ إلاّ أنها حُورُ ... كأنها صُورٌ لكنَّها صُورُ

صُرتُ الشيء وصوّرته أي قطعته بضرب من التقدير، ومثله النبلة الحجر الذي ينتبله الرجل من الأرض للاستنجاء. وفي الحديث: " اتقوا الملاعن وأعدوّ النَّبَل ". وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: " فَصُرْهُنَّ إليك " أي اقطعهن، واحتج بقول الخنساء:

.............. ... لظلّتِ الشُّمُّ منها وهي تَنصارُ

وفي صفات الله عز وجل المُصوِّر، وهو مثل الخالق لأن الخلق تقدير الشيء للمقطع.

قال زهير:

ولأنتَ تفري ما قدرتَ وبع ... ضُ القومِ يخلقُ ثم لا يَفري

وقال ابن هرمة:

<<  <   >  >>