للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخباز البلدي:

مُعرشٌ مالَتْ عناقيدُه ... منْ كِللِ الأوراقِ تحتَ الحجبْ

ترُدُّ عينَ الشمسِ مطروفةً ... عنْ حَلَكٍ في متنِها أوْ جرَبْ

منظومةٌ حباتُ أعنابِهِ ... نَظماً بلا سِلكٍ جرى في الثُّقبْ

كأنَّها الماءُ وقدْ لُفَّ في ... طحلبِهِ الأخضرِ تحتَ الحبَبْ

أنشد:

يحملْنَ أوعيةَ المُدامِ كأنّما ... يحملنَها بأكارعِ النَّغرانِ

ابن المعتز:

أقرَّ عروشَها بثرىً وطَيٍّ ... وأنهارِ كحيّاتٍ سَوارِ

وسقّفَها العريشُ فحمّلتْهُ ... عناقيداً كآثارِ الجَواري

ابن لنكك:

انظر إلى الكرمِ العريشِ على دعائمِهِ المُسَنَّدْ

حبّاتُهُ سَبَجٌ نُظمْنَ بخُضرِ أوراقِ الزَّبرجَدْ

بينَ المُبدَّدِ والمُسَرَّدِ في المُرَجَّلِ والمُجَعَّدْ

مُتهَدّلاتٌ كالثُّديِّ كواعبٌ منها ونُهَّدْ

آخر:

تَهفو عنا قيدُها مُهدَّلةً ... من قُضُبٍ ثَرَّةٍ مغارسُها

مثلَ القناديلِ من معالِقِها ... وخُضُر أوراقِها ملابِسُها

[الباب الثاني]

[نبذها وإيداعها الدنان]

القطامي:

استودَعوها رواقيداً مُقيَّرةً ... دُكْنَ الظواهرِ قد بُرْنِسْنَ بالطينِ

كأنّهن وقد صُفّفْنَ في نسَقِ ... مُستوسَقاتُ نَبيطٍ في تبابينِ

ابن المعتز:

فأودَعها الدّنانَ مُسنّداتٍ ... وأسلمَها إلى شمسِ النهارِ

وألبسَها قلانسَ مُعلَماتٍ ... وصاحبَها بصيرٍ وانتظارِ

أبو نواس:

ودنانٍ مُسنَداتٍ ... مَعلَماتٍ بمدادِ

أنفذوهُنَّ بطعنٍ ... مثلِ أفواهِ المَزادِ

ابن المعتز:

ودنانٍ كمثلِ صف رجالٍ ... قد أُقيموا ليرقصوا وسَتبَنْدا

وأباريقَ قد صَغونَ إلى المب ... زالِ والعلجُ يقصدُ الدنَّ قَصدا

ابن لنكك:

صُفّيتْ في الدنانِ أو في الخوابي ... فهيَ مصفوفةٌ كسطرِ الكتابِ

في ضُحى الطينِ أو دُجى القارتَنمي ... ذاتُ لونٍ مثل العقيقِ المُذابِ

نُصبَ عينِ الهجيرِ تغلي عليهِ ... غلياناً بشدةٍ والتهابِ

ابن المعتز:

فطافَ قاطفُها فيها وأسلمَها ... إلى خوابيَ قدْ عُمِّمْنَ بالمَدَرِ

[الباب الثالث]

[إدراكها وعتقها]

كشاجم:

ألستَ ترى الظلامَ وقد تولّى ... وعنقودَ الثريّا قد تَدلّى

فدونَكَ قهوةً لم يُبقِ منها ... تقادُمُ عهدِها إلا الأقلاّ

بزلْنا دَنَّها والليلُ داجٍ ... فصيَّرتِ الدُّجى شمساً وظِلاّ

الخليع:

حتى إذا الدهرُ أبقى من سُلالتِها ... جزءَ الحياةِ وقدْ ألوى بأجزاءِ

فُضَّتْ خواتيمُها في نعتِ واصفِها ... عن مثلِ رقرقةٍ في عينِ مَرْهاءِ

أبو نواس:

نتيجةُ كرمةٍ منْ بيتِ راسٍ ... تضيءُ الليلَ مضروبَ الرُّواقِ

أتتْ من دونِها الأيامُ حتى ... تَفانى جسمُها والروحُ باقِ

ابن المعتز:

من كُميتٍ كأنّها أرضُ تِبرٍ ... في نواحيهِ لؤلؤٌ مغروسُ

أسكنوها الدنانَ من عهدِ عادٍ ... كظلامٍ فيها نهارٌ حبيسُ

أبو نواس:

تَحيَّرْتُ والنجومُ وقفٌ ... لم يتمكَّنْ بها المدارُ

فلم تزلْ تأكلُ الليالي ... جُثمانَها ما به انتصارُ

حتى إذا ماتَ كلُّ ذامٍ ... وخلصَ السِّرُّ والنِّجارُ

عادَتْ إلى جوهرٍ لطيفٍ ... عِيانُ موجودِهِ ضِمارُ

ابن المعتز:

مُعتّقةٌ صاغَ النهارُ لرأسِها ... أكاليلَ دُرٍّ ما لمنظومِها سِلكُ

جرَتْ حركاتُ الدهرِ فوقَ سكونِها ... فذابَتْ كذَوبِ التِّبْرِ أخلصَهُ السَّبكُ

وأدركَ منها الغابرونَ بقيّةً ... من الروحِ في جسمٍ أضرَّ بهِ النَّهْكُ

فقدْ خفيَتْ من صفوِها فكأنّها ... بقايا يقينٍ كادَ يُذهبُهُ الشكُّ

أبو نواس:

وسُلافٍ كأنّما كلُّ شيءٍ ... يتمنّى مُخيّراً أنْ يكونا

أكلَ الدهرُ ما تجسَّمَ منها ... ثمّ أبقى لُبابَها المكنونا

فإذا ما اجتليتَها فهباءٌ ... تمنعُ الكفَّ ما تبيحُ العيونا

الخليع:

<<  <   >  >>