للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دَعني من العذرِ في الصَّبوحِ فما ... تُقبَلْ منْ مثلِكَ المَعاذيرُ

وباكِرِ الشربَ من مُعتّقةٍ ... مرّتْ على دَنِّها الأعاصيرُ

قدْ عانَتِ الدهرُ والورى حُقَباً ... فعندها منهما الأساطيرُ

منْ كفِّ ريمٍ أغنَّ مُختضِبٍ ... تختالُ في حَقْوِهِ الزنانيرُ

تقصُرُ عن وصفِهِ الصفاتُ كما ... تعجزُ عن وجهِهِ التصاويرُ

واشربْ على النرجسِ الجَنيِّ فقدْ ... طابَتْ به الراحُ والمَواخيرُ

ترنو بأبصارِها إليكَ كما ... ترنو إذا خافتِ اليعافيرُ

مثلَ اليواقيتِ قد نُظمْنَ على ... زُمرّدٍ بينهُنَّ كافورُ

كأنّها والعيونُ تأخذُها ... دراهمٌ فوقَها دنانيرُ

تأتيكَ بالمسكِ من روائحِها ... كواكبٌ تحتها قواريرُ

مع فتيةٍ ريحُها خلائقُهمْ ... فالمسكُ ما بينَهمْ أضابيرُ

أحدثِتِ الكأسُ بينهمُ نسَباً ... فأخلصَتْ عندها الضماييرُ

ترى أباريقَهمْ مفدّمة ... يعلمُها الفتيةُ المغاويرُ

كالطيرِ حامَتْ على شرائعِها ... فابتلَّ من وِردِها المناقيرُ

آخر في الشرب على الورد:

هاتِ التي هي يومَ البعثِ أوْزارُ ... كالنارِ في الحُسنِ عُقبى شُربِها النارُ

أما ترى الوردَ قدْ باحَ الربيعُ بهِ ... منْ بعدِ ما مرَّ حولٌ وهوَ إضمارُ

وكان في خلعٍ خُضرٍ فقدْ خُلعَتْ ... وعادَ عُطلاً وحُطّتْ منهُ أوزارُ

المفجع على النارنج:

وربّتَ ليلةٍ قد بِتُّ فيها ... على اللذاتِ مُجتمعَ الشتاتِ

على نارٍ ونارَنجٍ ونَورٍ ... أُقمْنَ خلائِعاً للنَّيّراتِ

نِتاجٌ من دمِ العنقودِ يُكسى ... مزاجَ الصفوِ منْ ماءِ الفراتِ

ونارَنجٌ كما خرطَتْ صَناعٌ ... من الياقوتِ دائرةَ الكُراتِ

مُعصفرةُ النواحي مُلبَساتٌ ... على أبدانِهِنَّ الواضحاتِ

ترى الودعَ الخلوقيَّ المُعَلّى ... على وضَحِ الثُّدِيِّ الناهداتِ

بكتّان الخلوقِ مُزرّراتٌ ... على بيضاتِ كافورٍ فُتاتِ

نَعمْتُ بطيبِ رَيّاها ورَيّا ... فتاةِ الحيِّ يا لَكِ من فتاةِ

وزَهراوَيْنِ زهراءِ القَناني ... وزهراءِ الغواني الفاتناتِ

ابن لنكك في الأُترُجّ:

هلُمَّ للشربِ قدْ طابَ الزمانُ بهِ ... وقدْ تبدّتْ شموسُ الزهرِ في الكُلَلِ

فإنَّ بطحاءَها ماءٌ وتُربَتُها ... مسكٌ وأوراقُها يُنسجْنَ من حُلَلِ

وقد نَضَدْنَ على الأطباقِ فاكهةً ... مصبوغةً بغيابِ الشمسِ في الأصلِ

كأنَّ أجسادَها صاك العبيرُ بها ... أو خُضْنَ في الوَرْسِ أو في صُفرةِ الوجَلِ

تخالُهُنَّ ثُدِيَّ الغِيدِ ناهدةً ... بلونِ هَيمانَ دامي القلبِ مُختبَلِ

أو القناديلَ من صَوغِ اللُّجينِ وقدْ ... جُلِّلْنَ بالتِّبرِ عن علٍّ وعنْ نهَلِ

يسقيكَها غَنِجٌ حلوٌ شمائلُهُ ... كالخُوطِ في لِينِ إقبالٍ ومُعتدَلِ

تردُّ للعيشِ ما فاتَ الزمانُ بهِ ... من شاردِ الأنسِ أو منْ فائتِ الجذَلِ

[الباب التاسع عشر في]

[الشرب بالليل]

ابن المعتز:

شربْتُها والديكُ لمْ ينتبِهْ ... سكرانُ من نَومتِهِ طافِحُ

ولاحَتِ الشِّعرى وجَوزاؤُها ... كمثلِ زُجٍّ جرّهُ رامِحُ

ابن دريد:

وليلةٍ ساهرَتْ عيني كواكبَها ... ناديتُ فيها الصبا والنومُ مطرودُ

تستنبطُ الراحُ ما تخفي النفوسُ وقدْ ... جادَتْ بما منعتْهُ الكاعبُ الرُّودُ

والراحُ تفترُّ عن دُرٍّ وعن ذهَبٍ ... فالتِّبرُ مُنسبكٌ والدرُّ معقودُ

يا ليلُ لا تُنْجِ للإصباح حَوزَتَنا ... ولْتَحْمِ جانبَهُ أعطافُكَ السودُ

أبو عبادة:

وليلةِ القصرِ والصهباءُ قاصرةٌ ... للهوِ بينَ أباريقٍ وأقداحِ

أرسلتُ شُغلينِ من لفظٍ محاسنُهُ ... تُدوي الصحيحَ ولحظٍ يُسكرُ الصاحي

ابن المعتز:

سقتنيَ في ليلٍ شبيهٍ بشَعرِها ... شبيهةَ خدّيْها بغيرِ رقيبِ

فما زلتُ في ليلينِ للشَّعرِ والدُّجى ... وصُبحينِ من كأسٍ ووجهِ حبيبِ

الخليع:

<<  <   >  >>