للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدِرِ الكأسَ علينا ... أيُّها الساقي لنطرَبْ

ما ترى الليلَ تولّى ... وضياءَ الصُّبحِ يَقرُبْ

والثُّريّا شِبهُ كأسٍ ... حينَ تبدو ثم تغرُبْ

وكأنَّ الشرقَ يسقي ... وكأنَّ الغربَ يشربْ

أعرابي:

مُشعشةٌ كانتْ قُريشٌ تكنُّها ... فلمّا استحلُّوا القتلَ في الدارِ حَلَّتِ

شربْتُ معَ الجوزاءِ كأساً رويّةً ... وأخرى إذا الشِّعرى العَبورُ استقلَّتْ

ابن المعتز:

لبسْنا إلى الخَمّارِ والنجمُ غائرٌ ... غَليلة ليلٍ طُرّزَتْ بصباحِ

وظلّتْ تُديرُ الكأسَ أيدي جآذرٍ ... عتاقٍ دَنانيرِ الوجوهِ مِلاحِ

آخر:

وليلةُ قصفٍ ليلةُ العرسِ دونَها ... أنرْتُ بها الظلماءَ والليلُ آفِلُ

وسكرانةٌ سُكْرَيْ دلالٍ وقهوةٍ ... إذا هيَ قامتْ لم تُطعْها المفاصِلُ

تَثنَّتْ كغصنٍ ذابلٍ عندَ سُكرِها ... وذا عجبٌ، غصنٌ من الريِّ ذابلُ؟

أبو عبادة:

يا ليلتي بالسفحِ من بِطياسِ ... ومُعرِّسي بالقصرِ بلْ إعراسي

باتَتْ تُبرِّدُ من جَوايَ وغُلّتي ... أنفاسُ ظبي طيّبِ الأنفاسِ

هَيْفُ الجوانحِ منهُ هاضَ جوانحي ... ونعاسُ مُقلتِهِ أطارِ نعاسي

يدنو إليَّ بخمرِهِ وبريقِهِ ... فيعُلُّني بالكاسِ بعدَ الكاسِ

الفضل بن الربيع:

انصَبْ نهاراً في طِلابِ العُلا ... واصبِرْ على هِجرانِ وجهِ الحبيبْ

حتى إذا الليلُ دنا مُقبلاً ... وانحسرَتْ عنكَ عيونُ الرقيبْ

فاخلُ من الليلِ بما تشتهي ... فإنّما الليلُ نهارُ الأريبْ

كم فاسقٍ تحسبُهُ ناسكاً ... يستقبلُ الليلَ بأمرٍ عجيبْ

غطّى عليهِ الليلُ أثوابَهُ ... فباتَ في أُنسٍ وعيشٍ خَصيبْ

ولذّةُ الجاهلِ مكشوفةٌ ... يسعى بها كلُّ عدوٍّ مُريبْ

ابن المعتز:

ألا سقِّنيبها والنهارُ مُقوَّضُ ... ونجمُ الدُّجى في حلبةِ الليلِ يركضُ

كأنَّ الثريّا في أواخرِ ليلِها ... تفتَّحُ نَورٍ أو لجامٌ مُفضَّضُ

أيضاً:

يا خليليَّ اسقياني ... قهوةً ذاتَ حُميّا

إنْ تكنْ رُشداً فرُشداً ... أوْ تكنْ غَيّاً فغيّا

قد تولى الليلُ عنا ... وطواهُ الشرقُ طَيّا

وكأنَّ الصبحَ لمّا ... لاحَ منْ تحتِ الثُّريّا

مَلِكٌ أقبلَ في التا ... جِ يُفَدّى ويُحيّا

آخر:

وليلٍ قد شربتُ وقامَ حولي ... نَدامى صُرِّعوا حولي رُقودا

أنادمُ فيهِ قرقرةَ القناني ... ومِزماراً يحدّثُني وعُودا

وكانَ الليلُ يرجمني بنجمٍ ... وقالَ: أراهُ شيطاناً مَريدا

[الباب العشرون في]

[ذكر الساقي]

الصنوبري:

ومورَّدِ الخدَّينِ يقتلُ حينَ يخطِرُ في مُورِّدْ

يسقيكَ من جفنِ اللُّجينِ إذا سقاكَ دموعَ عسجدْ

حتى تظنَّ النجمَ ينزلُ أو تظنَّ الأرضَ تصعدْ

وإذا سقاكَ بعينِهِ ... وبفيهِ ثمَّ سقاكَ باليَدْ

حيّاكَ بالياقوتِ ثمّ الدرِّ من فوقِ الزبرجَدْ

ابن المعتز:

تدورُ علينا الراحُ من كفِّ شادنٍ ... لهُ لحظُ عين يشتكي السُّقمَ مُدنَفُ

كأنَّ سُلافَ الخمرِ منْ ماءِ خدِّهِ ... وعنقودُهُ من شَعرِهِ الجعدِ يُقطَفُ

وأخذه الطائي فقال:

وقهوةٍ كوكبُها يُزهرُ ... يسطعُ منها المسكُ والعنبرُ

ورديّةٌ يحتثها شادنٌ ... كأنّها من خدِّهِ تُعصَرُ

ديك الجن:

ظلَلْنا بأيدينا نُتعتعُ روحَها ... وتأخذُ من أقدامِنا الراحُ ثارَها

مورّدةٌ من كفِّ ريمٍ كأنّما ... تناولَها من خدِّهِ فأدارَها

السروي:

لهُ شفَةٌ فيها حياتي فكلّما ... تناولتُ أقداحاً مسحْتُ بها فمي

وخدّاهُ تُفّاحي وعيناهُ نرجسي ... وريقَتُهُ خمرٌ مزجْتُ بها دمي

لطيفُ المعاني يجرحُ الوهمُ خدَّهُ ... ففي خدِّهِ خدْشُ المنى والتوَهُّمِ

كُشاجم:

ما زلتُ أُسقاها على ... وجهِ غزالٍ مُونِقِ

بقمرٍ مُنتقِبٍ ... بخاتمٍ مُنتطِقِ

والبدرُ فوقَ دجلةٍ ... والصبحُ لمّا يُشرِقِ

كحُلّةٍ من ذهبٍ ... على بساطٍ أزرقِ

<<  <   >  >>