للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلتُ: من أنتِ يا خَلُوبُ؟ فقالتْ: ... أنا من لُطْفِ صَنْعةِ الخلاَّقِ

لا تُرِدْ وصُلَنا فهذا بَنانٌ ... قد خَضَبْناهُ مِن دَمِ العُشَّاقِ

علي بن جبلة:

رَفَعَتْ لِلْوَداعِ كَفاً خَضِيباً ... فَتَلقَّيْتُها بقلبٍ خَضِيب

ثم أَوْمَتْ تَبَسُّماً بجفونٍ ... نَعْتُها مثلُ فِعْلِها في القلوبِ

آخر:

أفدي البَنانَ وحُسنَ الخَطِّ من قُثَم ... إذا تَطَرَّفْنَ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ

كأَنّما قابلَ القِرطاسَ إذ كَتَبَتْ ... منها ثلاثَةُ أقلامٍ على قلمِ

أبو نواس:

يا قمراً أَبْرَزَهُ مأتَمٌ ... يَندُبُ شَجواً بينَ أترابِ

يَبكي فيُذْري الدُرَّ من نَرْجِسٍ ... ويَلْطِمُ الوَردَ بِعُنَّابِ

الراضي بالله، وكان سفيان بن عيينة يستحسنه جداً:

قالوا الرحيلَ وأَنْشَبَتْ أظفارَها ... في خَدِّها، وقد اعْتَلَقْنَ خِضابا

فظَنَنْتُ أَنّ بَنانَها من فِضَّةٍ ... قَطفَتْ بأَرضِ بَنَفْسَجٍ عُنَّابا

ابن كيغلغ:

لمَّا اعتَنَقْنا للودَاعِ وأعربَتْ ... عَبَراتُنا عنَّا بدَمع ناطِقِ

فَرَّقْنَ بينَ مَحاجِرٍ ومَعاجرٍ ... وجمعْنَ بين بَنفْسَجِ وشَقائِقِ

عكاشة:

مِن كفِّ جاريةٍ كأنّ بَنانَها ... من فِضَّةٍ قد قُمِّعَتْ عُنَّابا

وكأنَّ يُمناها، وقد ضرَبَتْ بها، ... أَلْقَتْ على يَدِها الشَمالِ حِسابا

النابغة:

سقَطَ النَصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَهُ ... فتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ

بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ كأن بَنانَهُ ... عَنَمٌ على أغصانهِ لم يُعْقَدِ

الراعي:

ومُرْسِلٍ ورَسولٍ غير مُتَّهَمٍ ... وحاجةٍ غيرِ مُزْجاةٍ من الحاجِ

طاوَعْتُهُ بعدَما طالَ النَجيُّ بنا ... فظَنَّ أني عليهِ غيرُ مُنْعاجِ

ما زالَ يفتحُ أبواباً ويُغْلِقُها ... دوني وأفتحُ باباً بعد إرتاجِ

حتى أضاءَ سِراجٌ دونَهُ بَقَدٌ ... حُمْرُ الأنامِلِ عِينٌ طرفُها ساجِ

يا نُعْمَها ليلةً حتى تَخَوَّنَها ... داعٍ دعا في فُروعِ الصُبحِ شَحَّاجِ

لما دعا الدعوةَ الأُولى فأسْمَعني ... أَخذْتُ بُرْدَيَّ واستمررتُ أدراجي

[الباب السابع عشر]

[نعت الجيد]

ذو الرمة:

من الوَاضِحاتِ الجِيدِ تَجري عُقُودُها ... على ظَبيةٍ بالرملِ فَارِدَةٍ بِكرِ

تَبَسَّمُ إِيماضَ الغَمامَةِ جَنَّها ... رِواقٌ من الظَلماءِ في مَنطِقٍ نَزْرِ

يُقَطِّعُ موضوعَ الحديثِ ابتِسامُها ... تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ من نُزَفِ الخَمْرِ

وابن الرومي قد جمع في هذين البيتين جميع محاسن الظبي التي تستعار للإنسان فقال:

ظَبيٌ وما الظبيُ بالشبيه لهُ ... في الحُسنِ إلاَّ اسْتراقَهُ حَوَرَهْ

وحسنَ أَجيادِهِ وغَنَّتَهُ ... ورُقْيةً فيهِ من رُقى السَحَرهْ

ذو الرمة:

بَعيداتُ مَهوى كُلِّ قُرطٍ عَقَدْنَهُ ... لِطافُ حُضورٍ مُشرفاتُ الروادِفِ

وما الشمسُ يومَ الغيْمِ والسعدُ جارُها ... بَدَتْ بين أَعناقِ الغَمامِ الصوائِفِ

ولا مُخْرِفٌ فَرْدٌ بأعلى صَريمةٍ ... تَصَدَّى لأِحوى مَدْمَعِ العينِ عاطِفِ

بِأَبْهَجَ من خَرْقاءَ لمّا تعرَّضتْ ... لنا يومَ عيدٍ للخرائِدِ شائِفِ

أبو عبادة:

وفي الأَكلَّةِ من تحت الأَجِلَّةِ أمثالُ الأَهِلَّة بين السجْفِ والكِللِ

بيضٌ أوانسُ كالأُدْمِ الأوانِسِ أو ... دُمى الكَنائسِ غيدٌ لَسْنَ بالعُطُلِ

أَشْبَهنَ مِنهنَّ أَعطافاً وأَجْيِدةً ... والربربَ العينَ في الأَحداقِ والكَحَلِ

ذو الرمة:

ألمْ تعلمي يا ميُّ أنّا،، وبَيْنَنا ... فيافٍ لطرفِ العين فيهنَّ مَطْرَحُ

ذكرتُكِ أَنْ مَّرتْ بنا أمُّ شادنٍ ... أمامَ المطايا تشرَئِبُّ وتَسنَحُ

من المُؤْلِفاتِ الرملَ أَدماءُ حُرَّةٌ ... شُعاع الضُحى في لونها يَتوضَّحُ

هي الشِّبْهُ أَعطافاً وجيداً ومُقلةً ... وَمَيَّةُ منها بعدُ أَبهى وأمْلَحُ

<<  <   >  >>