للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنّ طُرَّتَهُ في عاجِ جبهتهِ، ... إذا تأمَّلْتَهُ، عِقْدٌ من السَبَجِ

ابن المعتز:

في خدِّه عقاربٌ ... مَحشُوَّةٌ بالغالِيهْ

شائِلةٌ أذنابها ... حُماتُهُنَّ قاضيَهْ

تَلسَعُني إذا بَدا ... وجسمُه في عافيهْ

الخباز البلدي:

ذو ظُرَّةِ كمثل ما ركُبِّ َفي ... صفيحةِ الفضَّة شبّاكُ سَبَجْ

وعارضٍ كالماء في رقَّتهِ ... تُزهر فيه وجنةٌ ذاتُ بهجْ

كأنما نسَّاج ديباجتهِ ... من وَرق النِسرينِ والوردِ نسجْ

ابن المعتز:

عيَّروا عارضه بال ... مسكِ في خدٍّ أسيلِ

تحتَ صُدغين يُشيرا ... نِ إلى وجهٍ جميلِ

الصنوبري:

للدَلَّ فيهِ عجائبُهْ ... للشَّكلِ فيهِ غرائبُهْ

للحُسنِ فيهِ شمسهُ ... وهلالهُ وكواكبُهْ

ولصُدغهِ في خدَّهِ ... حَرْفٌ تَنَوَّقَ كاتبُهْ

ظبيٌ يصيحُ عِذارُه ... يا غافليَن وشاربُهْ

وله أيضاً:

مُتَبسِّمٌ كافورُ عارضِهِ ... عن صُدغِ مسكٍ إنْ دنا نَفَحا

مُنْضَمُّ وردِ الخدِّ أوْلَ ما ... يَبدو، فإنْ جَمَّشْتَهُ انْفَتَحا

[الباب الثالث]

[مدح العذار وذمه]

التمار الواسطي:

أَرضى صبابَتَه ولَّما تُرضِهِ ... فَقَضى بها ومُرادَهُ لم يَقْضِهِ

أَهدى إليهِ الُحبُّ فترةَ جَفْنِهِ ... عَمداً، كما استهداه صِحَّةَ غُمْضِهِ

غُصنٌ تَفَتَّحَ نَوْرُهُ في فرعِهِ ... أَوفى بمُسْوَدٍّ على مُبْيَضِّهِ

فكأنَّ نَبْتَ عِذارِهِ في خدِّهِ ... وردٌ تعلَّقَ بعضُهُ في بعضِهِ

مثل البيت قول البرقعي:

ولاحَظَني بأجفانٍ مِراضٍ ... وإِيماضٍ يُخالَسُ باغْتِماض

ومِنْ فَتْلِ العبيرِ بعارضيه ... سوادٌ قد تَزَرْفَنَ في بَياض

أناف عليَّ مُكْتَحِلاً غماضاً ... قأرَّقَ ناظِريَّ عن اغْتِماض

أتعجبُ من فرائسِ أُسْدِ غابٍ ... ونحن فَرائِسُ المُقَلِ المِراض

ابن كيغلغ:

وكاسبِ آثامٍ يُجيلُ بَنانَه ... على زَعفَراناتٍ يُلَقَّبْنَ بالشَّعرِ

فما دُرَّةُ الغواصِ في نَحرِ كاعِبٍ ... ولا الغُصُنُ الميَّالُ في الورقِ الخضرِ

بِأحسنَ منه إذا بدا مُتَلَثِّماً ... بِفضلِ عِذارٍ خُطَّ في صَفْحَتَيْ بَدرِ

ماني الموسوس:

وما غاضَتْ محَاسِنُهُ ولكنْ ... بماءِ الحُسْنِ أورَقَ عارِضاهُ

سَمِعْتَ بهِ فَهِمْتَ إليهِ شوقاً ... فكيفَ لكَ التَصبُّرُ لو تراهُ

أبو فراس:

يا مَن يلومُ على هواهُ سَفاهةً ... انظُرْ إلى تِلكَ السوالِفِ تَعْذُرِ

حَسُنَتْ وطابَ نسيمُها فكأنّها ... مِسكٌ تساقَطَ فوقَ وردٍ أحمرِ

آخر:

يقولونَ قد أَخفى محَاسنَه الشَّعرٌ ... وهيهاتَ أنِ يَخْفى مع الظُلْمةِ البَدرُ

وأَحسَنُ ما يَبْدو لكَ الغُصنُ ناضِراً ... إذا لاحَ في أَطرافِهِ الوَرَقُ الخُضْرُ

ابن المعذل:

سالَتْ مَسايلُ عارضَيْ ... هِ بَنَفْسجاً في وَرْدِهِ

فكأنَّه مِن حُسنِهِ ... عَبَثَ الرَبيعُ بخدِّهِ

ابن المعتز:

لا تَحْسُنُ الأرضُ إلاَّ عند زَهْرَتِها ... ولا السَماواتُ إلا بالمَصابِيحِ

كذاكَ خَدُّكَ، لمّا اخضَرَّ عارِضُهُ، ... تَصَرَّحَ الحسنُ فيه أَيَّ تَصْريحِ

الصنوبري:

صاحَ عِذاراهُ بي وشارِبُهُ ... قُمْ فَتَأمَّلْ فأَنتَ صاحِبُهُ

إنْ كان بَدرُ الدُجى يُشاكِلُهُ ... فما لِبَدْرِ الدُجى مناقِبُهُ

لا وَجنتاهُ لهُ، ولا فَمُهُ، ... ولا له عيْنُهُ وحاجِبُهُ

ذاكَ الذي طالَبَتْ محَاسِنُهُ ... بِوصْلِهِ من غَدا يطالِبُهُ

ابن لنكك:

قالوا الْتحى فَمحا مَحا ... سِنَ وَجههِ لِبْسُ الشَعَرْ

ألآنَ طابَ وإِنّما ... ذاكَ البهارُ على الشَجَرْ

لَولا سوادٌ في القَمرْ ... واللهِ ما حَسُنَ القَمرْ

الخليع وأحسن فيه:

اخضرَّ عارِضُه ولاحَ عِذارُهُ ... والبدرُ ليسَ يَشينُه آثارُهُ

لولا اخْضِرارُ الروضِ لم يكُ نُزهةً ... لمَّا تَضاحَكَ وَردُه وبَهارُهُ

<<  <   >  >>