للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن المعتز:

إذا كُظَّ الفراتُ بماء مدٍّ ... أغصَّ به حلاقمَ كلِّ نهرِ

وقوله في ماء المد عجيب:

أما ترَى المدَّ قدْ ... أتاكَ بماءٍ مُصندلِ

وهذا من فوارد شعره كقوله:

تميلُ من سَكَرات النوم قامتُه ... كمثلِ ماشٍ على دُفٍ بتخنيثِ

وكقوله:

وكأنَّ السقاةَ بين النَّدامى ... ألِفاتٌ بين السُّطورِ قيامُ

وكقوله:

والبدرُ يأخذُهُ غيمٌ ويتركُهُ ... كأنَّه سافرٌ عن خدِّ مَلطومِ

وكقوله:

في قمرٍ مُسترقٍ نصفُه ... كأنَّه مِجرفةُ العطرِ

آخر:

وجدولٍ كالحسام لاحَ على ... جلدةِ وشْي لمّاعةِ الذَّهبِ

كأنَّه والمُدودُ تتبعُه ... سلْخ حُبابٍ من كثرةِ الحَبَبِ

ابن المعتز:

وروضةٍ كأنَّها ... جلدُ سماء عاريَهْ

كأنَّما أنهارُها ... بماءِ وردٍ جاريَهْ

آخر:

وكأن درعاً مُفزَعاً من فضةٍ ... ماءُ الغدير جرتْ عليهِ شمألُ

وعلى ذكر المياه وقرارتها أحسن الصنوبري في صفة البركة:

يا حسنَها من بركة أُفردتْ ... بالحُسنِ إحساناً من الواهبِ

كأنَّما الأعينُ في قَعرها ... راسبةٌ إثر القَذى الرَّاسبِ

بين بساتينَ مَيادينُها ... من سارقٍ للُّبِّ أوْ غاصبِ

ما بين مصبوغٍ بلا صابِغ ... وبين مخضوب بلا خاضبِ

وجدولٍ ينسلُّ من جدولٍ ... مثلَ انْسلالِ المُرهف القاضبِ

والطيرُ من مستبشرٍ ضاحك ... فيه ومن مكتئبٍ نادبِ

وصادحٍ أُنساً إلى حاضرِ ... وهاتفٍ شوقاً إلى غائبِ

وله أيضاً في البركة والفوَّارة:

وبركةٍ منظرُها يطربُ ... للماءِ فيها ألسنٌ تعربُ

تحسبُها من طولِ تَرجيعها ... دائمةً تُنشدُ أو تخطبُ

كأنَّ فواراتها وسطها ... إذا ترامتْ لعبٌ تلعبُ

من يمنةٍ فيها ومنْ يسرةٍ ... قنطرةٌ واقفةٌ تذهبُ

علي بن الجهم:

صحونٌ تسافرُ فيا العيونُ ... وتَحسرُ من بُعد أقطارِها

إذا أُوقدتْ نارُها بالعرا ... قِ أضاءَ الحجازَ سَنا نارِها

وقُبةُ ملكٍ كأنَّ النجو ... مَ تُصغي إليها بأسرارِها

وفوَّارةٌ ثأرُها في السَّما ... ءِ فليستْ تقصّرُ عن ثارِها

ترُد على المُزن ما أنزلتْ ... على الأرض من صوبِ أقطارِها

لها شُرُفاتٌ كأنَّ الرَّبي ... عَ كساها الرياضَ بأنوارِها

فهن كمُصطبحاتٍ خرجْ ... نَ لفصْح النَّصارى وإفطارِها

فمنْ بين عاقصةٍ شعرَها ... ومصلحةٍ عقْد زنَّارِها

[الباب الخامس]

جريِ الماء بين الخُضر

أبو فراس وأحسن في تشبيهه:

والماءُ يفصلُ بينَ زه ... ر الرَّوضِ في الشطَّينِ فصْلا

كبساطِ وشيٍ جرَّدتْ ... أيدي القيونِ عليهِ نصْلا

آخر:

كلبْسِكَ خَفتانَ وشيٍ بدا ... بياضُ الغِلالة من شرجهِ

آخر:

وجدولٍ كالمِبْرد المجلي ... على رياضٍ وثرًى ثريّ

الناجم:

انظرْ إلى الرَّوضِ الذك ... يِّ فحسنُهُ للعينِ قرَّهْ

وكأنَّ خضرتَهُ السَّما ... ءُ ونهرهُ فيها المجرَّهْ

النامي:

وكأنَّما الرَّوضُ السَّماءُ وزهرُهُ ... فيها المجرَّةُ والكؤوسُ الأنجمُ

أبو فراس:

وكأنَّما الغُدُرُ الملاءُ تحفُّها ... أنواعُ ذاك الرَّوض والزهرِ

بسطٌ من الدِّيباجِ بيضٌ فُرْوِزتْ ... أطرافُها بفراوزٍ خُضرِ

[الباب السادس]

تفتُّح الأنوار والأكمَّة

لبعضهم:

أكمَّةُ نُوَّار تبدَّتْ كأنَّها ... صماماتُ وشيٍ حرةُ البطنِ والظهرِ

ودائعُ للنَّيروزِ فيها كنينةٌ ... من الفضَّة البيضاءِ أوْ خالص التبرِ

كما زرَّتِ الحسناءُ فضلَ جيوبِها ... على الدُّرِّ والمرجانِ في واضحِ النحرِ

المعوَّج:

حقاقٌ منَ النوَّار مزرورةُ العُرا ... على قطع الياقوت واللؤلؤِ الغضِّ

فهنَّ على الأغصانِ أجفانُ فضَّةٍ ... وبالأمسِ كانتْ مُطبقاتٍ على الغمضِ

البحتري:

وقدْ نبَّه النَّيروزُ في غَلس الدُّجى ... أوائلَ وردٍ كنَّ بالأمسِ نُوَّما

<<  <   >  >>