للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولي الدين العراقي ف هو الحافظ الإمام الفقيه الأصولي المفنن أبو زرعة أحمد ابن الحافظ الكبير أبي الفضل عبد الرحمن بن الحسين:

ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وسبعمائة واعتنى به والده فأسمعه الكثير من أصحاب الفخر وغيرهم واستملى على أبيه ولازم البلقيني في الفقه وغيره وتخرج به وأخذ عن البرهان الأبناسي وابن الملقن والضياء القزويني وغيرهم وبرع في الفنون وكان إماما محدثا حافظا فقيها محققا أصوليا صالحا صنف التصانيف الكثيرة الشهيرة النافعة كشرح سنن أبي داود ولم يتم و"شرح البهجة" في الفقه و"مختصر المهذب" والنكت على الحاوي والتنبيه والمنهاج" و"شرح جمع الجوامع" في الأصول و"شرح نظم البيضاوي لوالده" و"شرح نظم الاقتراح" لأبيه و"النكت على منهاج البيضاوي" و"شرح تقريب الأسانيد" لوالده و"حاشية على الكشاف" و"نكت الأطراف" و"المهمات" وأشياء في الحديث وأملى أكثر من ستمائة مجلس، وولي قضاء الديار المصرية بعد الجلال البلقيني، مات في سابع عشري شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة١.

ابن الجزري ك الحافظ المقرئ شيخ الإقراء في زمانه شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي الشافعي:

ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وسمع من أصحاب الفخر بن البخاري وبرع في القراآت ودخل الروم فاتصل بملكها أبي يزيد بن عثمان فأكرمه وانتفع به أهل الروم فلما دخل تيمورلنك إلى الروم وقتل ملكها اتصل ابن الجزري بتميور ودخل معه بلاد العجم وولي قضاء شيراز وانتفع به أهلها في القراآت والحديث، وكان إماما في القراآت لا نظير له في عصره في الدنيا حافظا للحديث وغيره أتقن منه ولم يكن له في الفقه معرفة ألف "النشر في القراآت العشر" لم يصنف مثله وله أشياء أُخر٢ وتخاريخ في الحديث وعمل جيد، وصفه ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من الدرر الكامنة، مات سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.

الفاسي ف الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المكي الحسيني المالكي الشريف أبو الطيب:

ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة وأجاز له أبو بكر بن المحب وإبراهيم بن السلار ورحل وبرع وخرج وأذن له الحافظ زين الدين العراقي بإقراء الحديث ودرس وأفتى وصنف كتبا منها تواريخ مكة عدة "كالعقد


١ آخر يوم الخميس ٢٧ شعبان ودفن إلى جانب والده بتربة طشتمر. الضوء.
٢ ككتابه "منجد المقرئين" وفيه يرد كثيرا على "المرشد الوجيز في علوم القرآن العزيز" للحافظ أبي شامة وفي باب منه يسرد رواه الشعر -إثباتا لتواترها- طبقة بعد طبقة إلى عصره بحيث يتبين للناظر تواترها بجلاء من كثرة القائمين بروايتها في جميع الطبقات، وقد تمسك الشوكاني ثم القنوجي بقول ينقل عن ابن الجزري نقلا مبتورا من غير اطلاع منهما على كتابه فأخذا يسعيان في توهين السبع فضلا عن العشر.

<<  <   >  >>