للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابن عبد الهادي ١ س الإمام الأوحد المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي أحد الأذكياء:

ولد في رجب سنة خمس أو ست وسبعمائة وسمع من ابن عبد الدائم٢ والطبقة وتفقه بابن مسلم٣ وتردد إلى ابن تيمية ومهر في الحديث والفقه والأصول والعربية، قال الصفدي: لو عاش لكان آية كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فينحدر كالسيل وكنت أراه يوافق٤ المزي في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه، وقال ابن كثير: كان حافظا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ ولا الأكابر وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال حسن الفهم جدا صحيح الذهن، قال المزي: ما لقيته إلا واستفدت منه وكذا قال الذهبي أيضا، ودرس بالصدرية والغياثية وصنف شرحا على التسهيل والأحكام في الفقه والرد على السبكي في مسألة الزيارة سماه "الصارم المنكي" و"المحرر في اختصار الإلمام" و"الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب" و"العلل" على ترتيب كتب الفقه و"التفسير المسند" لم يتمه واختصر التعليق لابن الجوزي وزاد عليه٥ ومات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

السبكي ٦ س الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر الأصولي المتكلم النحوي اللغوي


١ الدرر الكامنة ٣/ ١٠٢ "٣٥٢١".
٢ وليس المراد به أبا العباس أحمد بن عبد الدائم "المتوفى سنة ٦٦٧" لأنه لم يدركه بل المراد به ابنه أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم "المتوفى سنة ٧١٨" ولو قال من أبي بكر بن عبد الدائم كما عبر الحافظ الحسيني في ذيله لكان أحسن. "الطهطاوي".
٣ بتشديد اللام كما في الدرر الكامنة وهو قاضي قضاة الحنابلة بدمشق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الصالحي "المتوفى بالمدينة المنورة سنة ست وعشرين وسبعمائة عن أربع وستين سنة ورأيت في طبقات الحفاظ ابن رجب والمنهج الأحمد أن الشمس بن عبد الهادي المذكور قرأ الفقه على مجد الدين الحراني وهو الإمام الفقيه مجد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن الفراء الحراني ثم الدمشقي "المتوفى بها سنة تسع وعشرين وسبعمائة عن أربع وثمانين سنة" فلعله تفقه بهما والله أعلم. "الطهطاوي".
٤ وصوابه "يواقف" بتقديم القاف على الفاء كما في عبارة الصلاح الصفدي المنقولة عنه في بغية الوعاة أي يقف معه. "الطهطاوي".
٥ وسماه تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق وهو مفيد جدًّا لمن يعني بأحاديث الأحكام محص به الأصل واختصره وأبدى ما لابن الجوزي من الأوهام في كتابه "التحقيق في أحاديث التعليق" الذي اشترط فيه على نفسه أن يخرج ما ذكره فقهاء المذاهب تعليقًا من الأحاديث ويتكلم عليها من غير تعصب لمذهب على مذهب.
٦ الدرر الكامنة ٣/ ٣٨ "٢٧٨١".

<<  <   >  >>