للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} , وقال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}

وقال تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} وقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} وقال تعالى في الملائكة {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} ,

وقال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} , وقال تعالى: {ذِي الْمَعَارِجِ، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}

وقال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا}

إلى غير ذلك من نصوص القرآن العظيم جل منزله وتعالى قائله.

فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف, فقف مع نصوص القرآن والسنن, ثم انظر٢ ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الآيات, وما حكوه من مذاهب السلف, فإما أن تنطق بعلم, وإما أن تسكت بحلم, ودع المراء والجدال, فإن المراء في القرآن كفر, كما نطق بذلك الحديث الصحيح

وسترى أقوال الأئمة في ذلك على طبقاتهم بعد سرد الأحاديث النبوية. جمع الله قلوبنا على التقوى" وجنبنا المراء والهوى", فإننا على أصل صحيح, وعقد متين, من أن الله تقدس اسمه لا مثل له, وأن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة "أو الصفات تابعة للموصوف فنعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة" عن الأشباه من غير أن نتعقل الماهية, فكذلك القول في صفاته, نؤمن بها, ونعقل وجودها, ونعلمها في الجملة من غير أن نتعقلها أو نشبهها أو نكيفها أو نمثلها, بصفات خلقه, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا, فالإستواء -كما قال الإمام مالك وجماعة- معلوم, والكيف مجهول.

فمن الأحاديث المتواترة٣ الواردة في العلو:


١ قال الإمام أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين في رسالته في "الاستواء" "١/ ١٧٧- منيرية": "وهذا يدل على أن موسى أخبره بأن ربه تعالى فوق السماء، ولهذا قال: "وإني لأظنه كاذاب". وراجع هذه الرسالة فإنها مهمة.
٢ في المخطوطة: "وانظر" لعله الصواب.
٣ في مختصر لوامع الأنوار "ص١٤٢" عن المؤلف: المتوافرة. ولعله الصواب.

<<  <   >  >>