للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكنني أقضي لهُ فأريحهُ ... ببزلاءَ تنجيهِ من الشكِّ فيصلِ

وداعٍ دعا والليلُ من دونِ صوتهِ ... بهيمٌ كلونِ السندسِ المتجللِ

دعا دعوةً عبد العزيزِ وعرقلاً ... وما خيرُ هيجا لا تحشُّ بعرقلِ

ألا أيها الغادي لغيرِ طريقهِ ... تناهُ ولما تعيَ بالمتنزلِ

ولما أقل فاها لفيكَ فإنما ... ختلتَ رقيبَ الوحشِ غيرَ مختلِ

لعمركَ إنَّ المستثيرَ عداوتي ... لكالمتبغي الثكلَ من غيرِ مثكلِ

[السمهري بن بشر]

وقال السمهري بن بشر العكلي وهو من اللصوص:

ألا حيّ ليلى قد ألمَّ لمامهما ... وكيفَ معَ القومِ الأعادي كلامها

تعلل بليليَ إنما أنتَ هامةٌ ... منَ الهامِ يدنوُ كلَّ يومٍ حمامها

وبادر بليلى أوبةَ الركبِ إنهم ... متى يرجعوا يحرم عليكَ لمامها

وكيفَ أحييها وقد نذروا دمي ... وأقسمَ أقوامٌ مخوفٌ قسامها

لأجتنبنها أو ليبتدرنني ... ببيضٍ عليها الأثرُ فقمٌ كلامها

لقد طرقت ليلى ورجلي رهينةٌ ... فما راعني في السجنِ إلاَّ سلامها

فلما ارتفقتُ للخيالِ الذي سرى ... إذا الأرضُ قفرٌ قد علاها قتامها

فقلتُ نساءُ الجنَّ هولنها لنا ... ليحزنَّ عيناً ما يجفُّ سجامها

كأنَّ وميضَ البرقِ بيني وبينها ... إذا حانَ من بينِ الحديثِ ابتسامها

فإلاَّ تكن ليلى طوتك فإنهُ ... شبيهٌ بليلى دلها وقوامها

فقمتُ بأثوابي فألقيتُ قاتراً ... على مثلِ فحلِ الشولِ ناوٍ سنامها

طروحٌ مروحٌ فوقَ رحٍّ كأنما ... يناطُ بجذعٍ من أوالَ زمامها

طواها اعتقالُ الرجلَ في مدلهمةٍ ... إذا شركُ الموماةِ أودى نظامها

على شعبتي ميس وأدماءِ حرةٍ ... يطيرُ بأجوالِ الفلاةِ لغامها

ونبئتُ ليلى بالغريينَ سلمت ... عليَّ ودوني طخفةٌ فرجامها

فإنَّ التي أهدت على نأي دارها ... سلاماً لمردودٌ عليَّ سلامها

عديدَ الحصى والأثلِ من بطن بيشةٍ ... وطرفائها مام دامَ فيها حمامها

ألا ليتنا نحيا جميعاً بغبطةٍ ... وتبلى عظامي حينَ تبلى عظامها

كذلكَ ما كانَ المحبون قبلنا ... إذا ماتَ موتاها تزاورَ هامها

[جحدر بن معاوية]

وقال جحدر بن معاوية العكلي، وكان من اللصوص من بني محرز بطن من عكل:

تأوبني فبتُّ لها كنيعاً ... همومٌ لا تفارقني حوانِ

هيَ العوادُ لا عوادُ قومي ... أطلنَ عيادتي في ذا المكانِ

إذا ما قلتُ قد أجلينَ عني ... ثنى ريعانهنَّ عليَّ ثانِ

فإنَّ مقرَّ منزلهنَّ قلبي ... فإن أنفهتهُ فالقلبُ آنِ

أليس اللهُ يعلمُ أنَّ قلبي ... يحبكَ أيها البرقُ اليماني

وأهوى أن أعيدَ إليكَ طرفي ... على عدواءَ من شغلٍ وشانِ

نظرتُ وناقتايَ على تعادٍ ... مطاوعتا الأزمةِ ترحلانِ

إلى ناريهما وهما قريبٌ ... تشوقانِ المحبَّ وتوقدانِ

وهيجني بلحنٍ أعجميٍّ ... على غصنينِ من غربٍ وبانِ

فكانَ البانُ أن بانت سليمى ... وفي الغربِ اغترابٌ غيرُ دانِ

أليسَ الليلُ يجمعُ أمَّ عمرو ... وإيانا فذاكَ بنا تدانِ

بلى ونرى الهلالَ كما تراهُ ... ويعلوها النهارُ كما علاني

فما بينَ التفرقِ غيرُ سبعٍ ... بقينَ من المحرمِ أو ثمانِ

فيا أخويَّ من جشمِ بن سعدٍ ... أقلاَّ اللومَ إن لم تنفعا لي

إذا جاوزتما سعفاتِ هجرٍ ... وأوديةَ اليمامةِ فانعياني

إلى قومٍ إذا سمعوا بنعيي ... بكى شبانهم وبكى الغواني

وقولا جحدرٌ أمسى رهيناً ... يحاذرُ وقعَ مصقولٍ يمانِ

يحاذرُ صولةَ الحجاج ظلماً ... وما الحجاج ظلاماً لجانِ

ألم ترني غذيتُ أخا حروبٍ ... إذا لم أجنِ كنتُ مجنَّ جانِ

فإن أهلك قربَّ فتىً سيبكي ... عليَّ مخضبٍ رخصِ البنانِ

ولم أكُ ما قضيتُ ديونَ نفسي ... ولا حقَّ المهندِ والسنانِ

وقال جحدر أيضاً في إبراهيم بن عربي والي اليمامة:

إني أرقتُ لبرقٍ ضافني ساري ... كأنَّ في العينِ منهُ مسَّ عوارِ

<<  <   >  >>