للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قليلٌ منَ الفتيانِ منْ هوَ صابرٌ ... مثيبٌ بحقِّ الدَّهرِ فيما يروِّحُ

على أنَّ عرفاناً إذا لم يكنْ لهمْ ... يدانِ بما لمْ يملِكوا أنْ يُزحزحوا

[أبو وجزة السلمي]

وقال أبو وجزة السلمي، واسمه يزيد بن أبي عبيد:

ألمْ تعجبا للجارياتِ البوارِحِ ... جرتْ ثمَّ قفَّتها جدودُ السَّوانِحِ

تخبِّرنا أنَّ العشيرةَ جامعٌ ... بها عقرُ دارٍ بعدَ نأيٍ مضارِحِ

فقلتُ وهشَّ القلبُ للطَّيرِ إذْ جرتْ ... عسى اللهُ إنَّ اللهَ جمُّ الفواتِحِ

وهيَّج أحزاناً عليَّ وعبرةً ... مغاني ديارٍ منْ جديدٍ وماصِحِ

لقوميَ إذْ قومي جميعٌ نواهمُ ... وإذْ أنا في حيٍّ كثيرِ الوضائِحِ

عفتْ مرُّ منْ أحياءِ سعدٍ فأصبحتْ ... بسابسَ لا نارٌ ولا نبحُ نابِحِ

فأجراعُ أوسافٍ فأعوصُ كلُّه ... فبينةُ فالرَّوضاتُ حتَّى المقازِحِ

كأنْ لمْ يكنْ بينَ الثَّنيَّةِ منهمُ ... وتقتدِ حزمٍ منْ غريبٍ ورائِحِ

فبحرةُ مسحُ مائهِ فضعاضعٌ ... فصُوَّتهُ ذاتُ الرُّبا والمنادِحِ

إذ الحيُّ والحومُ المسيَّرُ وسطَنا ... وإذْ نحنُ في حالٍ منَ العيشِ صالحِ

وذو حلقٍ تُقضى العواذيرُ بينهُ ... يلوحُ بأخطارٍ عظامِ اللَّقائِحِ

وإذْ خطْرتانا والعلاطانِ حليةٌ ... على الهجمةِ الغلبِ الطّوالِ السَّرادِحِ

أناعيمُ محمودٌ قراها وقيلُها ... وصابحُها أيامَ لا رفدُ صابِحِ

نكبُّ الأكاميَّ البوائكَ وسطَنا ... إذا كثرتْ في النَّاسِ دعوَى الوحاوِحِ

فلمْ أرَ قوماً مثلَ قوميَ إذْ همُ ... بأوطانهمْ أعطى وأغلى المرابِحِ

وأعبطَ للكوماءِ يرغُو حوارُها ... وأندًى أكفّاً بينَ معطٍ ومانِحِ

وأكثرَ منهمْ قائماً بمقالةٍ ... تفرِّجُ بينَ العسكرِ المتطاوِحِ

كأن لمْ يكنْ عوفُ بنُ سعدٍ ولم تكنْ ... بنو الحشرِ أبناءَ الطِّوالِ الشَّرامِحِ

وحيٍّ حلالٍ منْ غويثٍ كأنَّهمْ ... أُسودُ الشَّرى في غيلهِ المتناوِحِ

ولم يغنَ منْ حيَّانَ حيٌّ وجابرٌ ... بهاليل أمثال السّيوفِ الجوارِحِ

مطاعيمُ ضرّابونَ للهامِ قادةٌ ... معاطٍ بأرسانِ الجيادِ السَّوابِحِ

لهمْ حاضرٌ لا يجهلونَ وصارخٌ ... كسيلِ الغوادي يرتمي بالقوازِحِ

فإنْ كانَ قومي أصبحوا حوَّطَتهمُ ... نوًى ذاتُ أشطانٍ لبعضِ المطارِحِ

فما كانَ قومي ضارعينَ أذلَّةً ... ولا خذلاً عندَ الأمورِ الجوارِحِ

وقدْ علموا ما كنتُ أهدمُ ما بنَوا ... وما أنتحي عيدانهم بالقوادِحِ

وما كنتُ أسعى أبتغي عثراتهمْ ... وما أغتدي فيها ولستُ برائِحِ

وإنِّي لعيَّابٌ لمنْ قالَ عيبهمْ ... وإنِّي لمدَّاحٌ لهمْ قولَ مادِحِ

فبلِّغْ بني سعدِ بن بكرٍ ملظَّةً ... رسولَ امرئٍ بادي المودَّةِ ناصِحِ

بأنَّ العتيقَ البيتَ أمسى مكانهُ ... وقبرَ رسول اللهِ ليسَ ببارِحِ

مقيمينَ حتَّى ينفخَ الصُّورُ نفخةً ... وأخرى فيُجزى كدحهُ كلُّ كادِحِ

فإنِّي لعمري لا أبيعهُما غداً ... بشعبٍ ولا شيبانَ بيعَ المسامِحِ

ولا أشتري يوماً جوارَ قبيلةٍ ... بجيرانِ صدقٍ منْ قريشِ الأباطِحِ

هلمَّ إلى الأثْرينِ قيسٍ وخندفٍ ... وساحةِ نجدٍ والصُّدورِ الصَّحائِحِ

ولا تقذفوني في قضاعةَ عاجزتْ ... قضاعةُ واستولتْ حطاطَ المجامِحِ

أبَوا أنْ يكونوا من معدٍّ قريحةً ... حديثاً فإنَّا علمُ تلكَ القرائِحِ

لعمري لئنْ كانتْ قضاعةُ فارقتْ ... على غيرِ جدّادٍ منَ القولِ واضِحِ

لأغنِ بنا عنْ صاحبٍ متقلِّبٍ ... وعن كلِّ ذوَّاقٍ وملٍّ مراوِحِ

فإنَّا ومولانا ربيعة معشرٌ ... نعيشُ على الشَّحناءِ منْ كلِّ كاشِحِ

بنو علَّةٍ ما نحنُ فينا جلادةٌ ... زبنُّونَ صمَّاحونَ ركنَ المصامِحِ

المفضل النكريّ

وقال المفضل النكريّ من عبد القيس، واسمه عامر بن معشر بن أسحم:

أحقّاً أنَّ جيرتَنا استقلُّوا ... فنيَّتنا ونيَّتهم فريقُ

<<  <   >  >>