للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُسائلْكِ أو أخبركِ عنْ ذي لُبانَةٍ ... سقيمُ فؤادٍ بالحِسانِ مكلَّفِ

فصدَّتْ وقالتْ والكبيرُ بسهمَةٍ ... متى يبكِ يوماً للتصابي يُعَنَّفِ

ولوْ عرضَتْ يومَ الرحيلِ بنشْرِها ... لذي كربةِ موفٍ على الموتِ مدْنَفِ

إذَنْ لشفتْهُ بَعْدَ ما خِيلَ أنَّهُ ... أخُو سقَمٍ قدْ خالطَ النفْسَ مُتلِفِ

سبيةٌ سفانين قد خُدِعا بها ... تصيبُ القؤادَ منْ لذيذٍ وتشتفي

ولَوْ لُقِيَ النعمانُ حياً لنالَها ... ولو بعثَ الجِنِّيّ في النَّاِسِ يصطَفِي

لفاضَ عَلَيها ذاتَ دلٍّ وميسمٍ ... ووجهٍ كدينارِ العزيزِ المشوَّفِ

أسيلَةُ مستَنِّ الدُّموعِ نبيلَةٌ ... كأدماءَ منْ أظْبِي تبالةً مخرِفِ

تظلُّ النهارَ في الظِّلالِ وترتعِي ... فروعَ الهدَالِ والأراكِ المصنَّفِ

ويذعَرُ سرْبَ الحيّ وسواسُ حلْيها ... إذا حرَّكتْهُ منْ دعاثٍ ورفرَفِ

ولم أرَ في سُفْلَي ربيعةَ مثْلَها ... ولا مُضَرَ الأعلَيْن قَيْسٍ وخندِفِ

إذا هيَ قامَتْ في الثيابِ تأوَّدَتْ ... سقيَّةَ غيلٍ أو غملامةَ صيفِ

تداركني شبابُ آل محَلِّمٍ ... وقد كدْتُ أهْوِي بينَ نيقينِ نفنَفِ

هُمُ القوْمُ يُمْسِي جارُهُم في غضارةٍ ... سليماً سوِيَّ اللحمِ لمْ يتجرَّفِ

وهمْ يضربونَ الكبشَ يبرُقُ بيضُهُ ... بأسيافهمْ والماسخِيِّ المزَخْرَفِ

[جران العود]

وقال جران العود واسمه عامر بن الحارث بن كلفة وقيل كلدة وهو من بني ضبة ابن نمير بن عامر بن صعصعة:

بانَ الخليطُ فهالتكَ التَّهاويلُ ... والشَّوقُ محتضرٌ والقلبُ متبولُ

يهدي السَّلامَ لنا منْ أهلِ ناعمةٍ ... إنَّ السَّلامَ لأهلِ الودِّ مبذولُ

أنَّى اهتديتِ بموماةٍ لأرحلِنا ... ودونَ أهلكِ بادي الهول مجهولُ

لمطرقينَ على مثنى أيامنِهمْ ... راموا النُّزولَ وقدْ غارَ الأكاليلُ

طالتْ سُراهمْ فذاقوا مسَّ منزلةٍ ... فيها وقوعهمُ والنَّومُ تحليلُ

والعيسُ مقرونةٌ لاثوا أزمَّتها ... فكلهنَّ بأيدي القومِ موصولُ

سقياً لزوركَ من زورٍ أتاكَ بهِ ... حديثُ نفسكَ عنهُ وهو مشغولُ

تختصُّني دونَ أصحابي وقد هجعوا ... والليلُ مُجفلةٌ أعجازهُ ميلُ

أهالكٌ أنتَ إنْ مكتومةُ اغتربتْ ... أمْ أنتَ من مُستسرِ الحبِّ مخبولُ

بالنَّفسِ منْ هو ينْأنا ونذكرهُ ... فلا هواهُ ولا ذو الذِّكرِ مملولُ

ومنْ مودَّتهُ داءٌ ونائلهُ ... وعدُ المغيَّبِ إخلافٌ وتبديلُ

ما أنسَ لا أنسَ منها إذ تودِّعنا ... وقولُها لا تزرْنا أنتَ مقتولُ

ملءُ السِّوارينِ والحجلينِ مئزرُها ... بمتنِ أعفرَ ذي دعصينِ مكفولُ

كأنَّما ناطَ سلسيْها إذا انصرفتْ ... مطوَّقٌ من ظباءِ الأُدمِ مكحولُ

تُجري السِّواكَ على عذبٌ مقبَّلهُ ... كأنَّه منهلٌ بالرَّاحِ معلولُ

وللهمومِ قرى عندي أعجِّلهُ ... إذا تورَّطَ في النَّومِ المكاسيلُ

تفريجهنَّ بإذنِ اللهِ يحفزهُ ... حذفُ الزَّماعِ وجسراتٌ مراقيلُ

تحدو أوائلَها دحٌّ يمانيةٌ ... قد شاعَ فيهنَّ تحذيمٌ وتنعيلُ

بِينُ المرافقِ عن أجوازِ ملتئمٍ ... من طيِّ لقمانَ لم يظلمْ بهِ الجولُ

كأنَّما شكُّ ألحيْها إذا رجفتْ ... هاماتهنَّ وشمَّرنَ البراطيلُ

حمُّ المآقي على تهجيجِ أعينِها ... إذا سمونَ وفي الآذانِ تأليلُ

حتَّى إذا متعتْ والشَّمسُ حاميةٌ ... مدَّتْ سوالفَها الصُّهبُ الهراجيلُ

والآلُ يعصبُ أطرافَ الصُّوى فلها ... منهُ إذا لم تنفِّرهُ سرابيلُ

واعصوْصبتْ فتدانى منْ مناكبِها ... كما تقاذفتِ الخرجُ المجافيلُ

إذا الفلاةُ تلقَّتها جواشنُها ... وفي الأداوى عن الأخراتِ تشويلُ

قاستْ بأذرعِها الغولُ التي طلبتْ ... والماءُ في سدفاتِ الليلِ منهولُ

فناشحونَ قليلاً منْ مسوَّفةٍ ... من أجِنٍ ركضتْ فيه العداميلُ

<<  <   >  >>