للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحالَ دُوني منَ الأنباءِ صمصمةٌ ... كانُوا الأُنوفَ وكانُوا الأكرمينَ أَبا

وشمَّرَ الخوفُ يومَ الرَّوعِ مسبغةً ... منَ المآزرِ حتَّى تبلغَ الرُّكَبا

شدَّ النِّساءُ سماواتِ البيوتِ فما ... ينقضنَ للخوفِ مِن أطنابِها طنُبا

حتَّى يشدُّوا الأُسارى بعدَما فرغُوا ... مِن بينِ متَّكئٍ قد فاظَ أو كرَبا

وحيَّ وردٍ ألمْ ينزلْ بعقوَتِهمْ ... حتَّى تضايقَ واديهمْ بما رحُبا

ملمومةً لمْ تداركْ في سوامهمِ ... حتَّى أُبيحوا بها والسَّبيَ فانتُهِبا

واسألْ بنا رهطَ عِلباءَ فقدْ شربوا ... منَّا بكأسٍ فلمْ يستمرئوا الشُّربا

إنَّا نذودهمُ يومَ الرُّحابِ وهمْ ... كالهِيمِ تَغشى بأيدي الذَّادةِ الخشَبا

بكلِّ عضبٍ رقيقِ الحدِّ ذي شطبٍ ... إذا توارى بقحفَيْ هامةٍ رسَبا

نذري بهنَّ أكفَّ الدَّارعينَ كما ... تذري المناجلُ مِنْ أوساطهِ القصَبا

لا ترفعُ الحربُ أيدينا إذا خُفضتْ ... ولا تبوخُ إذا كنَّا لها شُهُبا

حتَّى تُبيحَ العناجيجُ الجيادُ بنا ... أحماءَ مَنْ يعبدُ الأصنامَ والصُّلُبا

قدْ يعلمُ النَّاسُ أنَّا منْ خيارهم ... في الدِّينِ ديناً وفي أحسابهمْ حسَبا

لمْ يعلمُوا خلَّتَيْ صدقٍ فيستَبِقا ... إلاَّ انتمينا إلى عُلياهُما سبَبا

لا يمنعُ النَّاسُ منِّي ما أردتُ ولا أُعطيهمِ ما أرادُوا حسنَ ذا أدَبا

ومَنْ يسوِّي قصيراً باعهُ حصِراً ... ضيقَ الخليقةِ عُوَّاراً إذا ركِبا

بذي مخارجَ وضَّاحٍ إذا نُدِبوا ... في النَّاسِ يوماً إلى المخشيَّةِ انْتَدَبا

[مالك بن زغبة]

وقال مالك بن زغبة الباهليّ، ثم القتبيّ بن كعب ونهد وجرم في يومٍ كان بينهم:

نأتكَ سليمى دارَها لا تزورُها ... وشطَّ بها عنكَ النَّوى وأميرُها

وما خفتُ منها البينَ حتَّى رأيتُها ... ميمِّمةً نحوَ القرِيَّةِ عيرُها

عليهنَّ أُدمٌ مِن ظباءِ تبالةٍ ... خوارجُ مِنْ تحتِ الخدورِ نحورُها

وفيهنَّ بيضاءُ العوارضِ طفلةٌ ... كهمِّكَ لوْ جادتْ بما يضيرُها

وما كانَ طِبِّي حبُّها غيرَ أنَّهُ ... يقومُ لسلمى في القوافي صدورُها

فدعْ ذا ولكنْ هلْ أتاها مُغارُنا ... بذاتِ العراقِي إذْ أتاها نذيرُها

بملمومةٍ شهباءَ لوْ نطحُوا بها ... عمايةَ أوْ دمخاً لزالتْ صخورُها

يخُضْنَ بني كعبٍ ويدعُونَ مذحجاً ... لتنصُرَنا كعبٌ وكعبٌ شطورُها

ولمَّا رأينا أنَّ كعباً عدوُّنا ... وأبدى دفينَ الدَّاءِ منها ضميرُها

دعونا أبانا حيَّ كعبٍ بن مالكٍ ... وقدْ آلتِ الدَّعوى إليها كبيرُها

فثارتْ إليهمْ مِنْ قُتيبةَ عصبةٌ ... ومِن وائلٍ في الحربِ يَحمي نفيرُها

فدارتْ رَحانا ساعةً ورحاهمُ ... نثلِّمُ مِنْ أركانِها ونُديرُها

بكلِّ رُدينيٍّ أصمَّ مذرَّبٍ ... وبالمشرفيَّاتِ البطيءِ حسورُها

بضربٍ يزيلُ الهامَ عنْ مستقرِّهِ ... وطعنٍ كإيزاغِ المخاضِ تبورُها

وشعثٍ نواصيهنَّ يزجرنَ مُقْدماً ... يُحمحمُ في صمِّ العوالي ذكورُها

إذا انتسؤُوا فوتَ العوالي أتتهمُ ... عوائرُ نبلٍ كالجرادِ تطيرُها

فما إنْ تركْنا بينَ قَوٍّ وضارجٍ ... ولا صاحةٍ إلاَّ شِباعاً نسورُها

وجئْنا بأمثالِ المَها مِنْ نسائهمْ ... صدورُ القنا والمشرفيِّ مهورُها

ونهديَّةٍ شمطاءَ أوْ حارثيَّةٍ ... تؤمِّلُ سيباً مِنْ بَنِيها يُغيرُها

فتنظرُ أبناءَ الخميسِ أراعَها ... أوائلُ خيلٍ لمْ يُدرَّعْ بشيرُها

فآبتْ إلى تثليثَ تذرفُ عينُها ... وعادَ إليها صمغُها وبَريرُها

[علي بن الغدير]

وقال علي بن الغدير السهميّ:

ألمْ تعرفِ الأطلالَ مِنْ آلِ زينَبا ... بلى لوْ ترَى لطالبِ الشَّوقِ مطلَبا

وماذا على ربعٍ وُقوفكَ ضحوةً ... يذكِّرُ عينيكَ الشُّجونُ لتسكُبا

ألا يا لقلبٍ قدْ أشتَّ بهِ الهوى ... ذرِ الشَّوقَ لا يذهبْ بكَ الشَّوقُ مذهَبا

<<  <   >  >>