للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولربَّ خصمٍ جاهدينَ ذوي شذًى ... تقدي صدورهمُ بهترٍ هاترِ

لدٍّ ظأرتهمُ على ما ساءهمْ ... وخسأتُ باطلهمْ بحقٍّ ظاهرِ

بمقالةٍ من حازمٍ ذي مرَّةٍ ... يدأُ العدوَّ زئيرهُ للزائرِ

[عبد يغوث]

وقال عبد يغوث بن وقاص الحارثيّ، وكان أسره التيم يوم الكلاب، وهي مفضلية قرأتها على شيخي ابن الخشاب:

ألا لا تلوماني كفى اللَّومُ ما بيا ... فما لكما في اللَّومِ خيرٌ ولا ليا

ألمْ تعلما أنَّ الملامةَ نفعها ... قليلٌ وما لومي أخي من شماليا

فيا راكباً إمَّا عرضتَ فبلِّغنْ ... ندامايَ من نجرانَ ألاَّ تلاقيا

أبا كربٍ والأيهمينِ كليهما ... وقيساً بأعلى حضرموتَ اليمانيا

جزى الله قومي بالكلابِ ملامةً ... صريحهمُ والآخرينَ المواليا

ولو شئتُ نجَّتني من الخيلِ نهدةٌ ... ترى خلفها الحوَّ العتاقِ تواليا

ولكنَّني أحمي ذمارَ أبيكمُ ... وكانَ الرِّماحُ يختطفنَ المحاميا

أقولُ وقد شدُّوا لساني بنسعةٍ ... أمعشرَ تيمٍ أطلقوا عن لسانيا

أمعشرَ تيمٍ قد ملكتمُ فأسجحوا ... فإنَّ أخاكمْ لم يكنْ من بوائيا

أحقاً عبادَ الله أن لستُ سامعاً ... نشيدَ الرِّعاءِ المعزبينَ المتاليا

وتضحكُ منِّي شيخةٌ عبشميَّةٌ ... كأنْ لم تري قبلي أسيراً يمانيا

وقد علمتْ عرسي مليكةُ أنَّني ... أنا اللَّيثُ معدوّاً عليهِ وعاديا

وقد كنتُ نحَّارَ الجزورِ ومُعملَ ال ... مطيِّ وأمضي حيثُ لا حيَّ ماضيا

وأنحرُ للشَّربِ الكرامِ مطيَّتي ... وأصدعُ بينَ القينتينِ ردائيا

وكنتُ إذا ما الخيلُ شمَّصها القنا ... لبيقاً بتصريفِ القناةِ بنانيا

وعاديةٍ سومَ الجرادِ وزعتها ... بكرِّي وقد أنحوْ إليَّ العواليا

كأنِّي لم أركبْ جواداً ولم أقلْ ... لخيليَ كرِّي نفِّسي عن رجاليا

ولم أسبأِ الزِّقَّ الرَّويَّ ولم أقلْ ... لأيسارِ صدقٍ أعظموا ضوءَ ناريا

[جميل بن معمر]

وقال جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبر بن نهيل بن ظبيان وهو من قضاعة بن مرة بن مالك بن حمير بن سباء بن يشجب وعلماء مضر تزعم أن قضاعة من معد ولذلك قال جميل:

أنا جميلٌ في السِّنامِ من معدّ

من القضاعين في الرُّكنِ الأشدِّ

ما تبتغي الأعداءَ منّي ولقد

أعرمُ بالشَّتمِ لساني ومردّ

ألم تسألِ الرَّبعَ القواءَ فينطقُ ... وهل تخبرنكَ اليومَ بيداءُ سملقُ

بمختلفِ الأرواحِ بينَ سويقةٍ ... وأحدبَ كادتْ بعدَ عهدكَ تخلقُ

أضرَّتْ بها النَّكباءُ يوماً وليلةً ... ونفخُ الصَّبا والوابلُ المتبعِّقُ

وقفتُ بها حتَّى تجلَّتْ عمايتي ... وملَّ الوقوفَ العنتريسُ المنوَّقُ

وقال خليلي إنَّ ذا لسفاهةٌ ... إلاّ تزجرُ القلبَ اللَّجوجَ فتلحقُ

تعزَّ وإن كانت عليكَ كريمةً ... لعلَّكَ من أسبابِ بثنةَ تعتقُ

فقلتُ له إنَّ البعادَ يشوقني ... وبعضُ بعادِ البينِ والنَّأيِ أشوقُ

لعلَّكَ مشتاقُ ومبدٍ صبابةً ... ومظهرُ شكوًى إن أناسٌ تفرَّقوا

شأتكَ وأحْذتكَ الهوى ثعلبيَّةٌ ... شآكَ بها حيٌّ يمانونَ شرَّقوا

وقد حالَ أجبالُ المقطَّمِ دونها ... فذو النَّخلِ من وادي نطاةَ فتعنقُ

وحالتْ دروءُ التّيهِ بيني وبينها ... وركنٌ من الأجبالِ أبيضُ أعنقُ

فلا وصلَ إلاّ أن تقرِّبَ بيننا ... مبينةُ عتقِ ذاتِ نيرينِ خيفقُ

زورَّةُ أسفارٍ إذا حطَّ رحلها ... رأيتَ بدفَّيها تباشيرَ تبرقُ

إذا ما اكتست نيّاً مخيلاً فإنَّها ... رهينةُ بيُّوتٍ من الهمِّ يطرقُ

جماليَّةٌ نرمي بها كلَّ قفرةٍ ... لأصدائها بعدَ العشيَّةِ منطقُ

يبذُّ العتاقَ الناجياتِ ذميلها ... ويهلكنَ في موضوعها بينَ تعنقُ

لها عينٌ ثورٍ في حجاجٍ كأنَّها ... إذا ضمَّها الأنساعُ وقبٌ محلَّقُ

وضبعانِ موَّارانِ في صعدائها ... إذا جعلتْ من صيهبِ الجرَّ تعرقُ

لها حاركٌ فوقَ الجرانِ تمدُّهُ ... إذا استنَّ آلُ الأمعزِ المترقرقُ

<<  <   >  >>