للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن حاكم إقليم الكاب تنازل عن منصبه إلى أحد أقاربه في نظير مبلغ معين١, ويدلنا هذا بالطبع على أن الأحوال كانت سيئة بصفة عامة وعلى أن الملوك لم يكن في مقدورهم الاحتفاظ بسلطانهم على أمراء الأقاليم؛ حتى أصبح في إمكان هؤلاء أن يبيعوا مناصبهم. كذلك ينسب إلى الأسرة الثالثة عشرة ملك يدعى نحسى وصف في بعض النصوص بأنه "حبيب الإله ست معبود أواريس"، ولما كان ست هو المعبود الرسمي للهكسوس وأواريس عاصمة ملكهم؛ فإنه لا شك في أن نفوذ هؤلاء قد أخذ في الظهور منذ عهد هذا الملك على الأقل، كما يوحي اسم هذا الملك أيضًا بأنه كان في نفس الوقت يمت بصلة إلى النوبة وربما كانت أمه نوبية٢.

ومن المرجح أن أسرة قوية في غرب الدلتا ادعت الملك أثناء حكم الأسرة الثالثة عشرة، وهذه الأسرة القوية هي الأسرة الرابعة عشرة التي كانت عاصمتها سخا.

ومما تجدر ملاحظته أن بعضًا من الأسماء الغريبة غير المصرية وردت بين الأسماء الكثيرة التي ذكرت كملوك حكموا في هذه الفترة، ومن هذه ما هو ذو طابع سامي مما يؤيد فكرة أن حكم الهكسوس جاء نتيجة لغلبة هذه العناصر في مصر وتغلغل نفوذها, أي أنه كان على الأرجح نتيجة لتغير الحكام أو القادة وليس نتيجة لغزوة ساحقة٣.

هذا وما زال ترتيب ملوك الأسرة الثالثة عشرة ومدى نفوذهم موضع خلاف حتى الآن.


١ لوحة رقم ٥٢٤٥٣ بمتحف القاهرة.
٢ Rec, de Trav. ١٥, pp. ٩٧-١٠١.
٣ JEA ٣٧, pp. ٥٦-٦١.

<<  <   >  >>