للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأسرة الرابعة عشرة]

تعطينا بردية تورين قائمة طويلة بأسماء ملوك هذه الأسرة, كما يذكر مانيثون عددًا ضخمًا لهؤلاء الملوك ويذكر مدة حكم لهم عددًا كبيرًا من السنين؛ ولكن يبدو أن هذه الأعداد جميعها مبالغ فيها كثيرًا؛ بل ومن المرجح كذلك أن هؤلاء الملوك لم يتمتعوا بنفوذ يذكر خارج حدود إقليمهم الذي كانت عاصمته سخا، وكانت الأسرة الثالثة عشرة تتدهور هي الأخرى إلى أن اضمحلت قوتها؛ مما أدى في النهاية إلى خضوع مصر للحكام الأجانب المعروفين باسم الهكسوس.

الهكسوس

بالرغم من أن حدود الدلتا الشرقية كانت محصنة في عهد الدولة الوسطى, فإن بعض العناصر السامية كانت تدخل إلى مصر من حين إلى حين, إما للتجارة وإما للاستقرار, ويبدو أن الأمر لم يكن ليثير ريبة المصريين ما دام هؤلاء القادمون مسالمين, وقد سبق أن أشرنا إلى الجماعة الآسيوية التي قدمت إلى مصر في عهد سنوسرت الثاني ومثلت على جدران مقبرة "خنوم حتب"١، والجدير بالذكر أن إبشا "ي" زعيم هذه الجماعة كان يلقب بلقب "حقا خاسوت" أي "حاكم البلاد الأجنبية" وهذا اللقب هو الذي أصبح بعد تحريفه اسمًا يدل على الهكسوس.

وتدل ظواهر الأحوال على أن منطقة الشرق الأدنى القديم تعرضت لأحداث كثيرة متتالية في الوقت الذي أشرفت فيه الدولة الوسطى على النهاية، فقد قضت بابل على الممالك المجاورة لها كما أن المملكة "الكاشية" قد أخذت هي الأخرى


١ انظر ص١٤٣.

<<  <   >  >>