للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: آسيا الصغرى]

[مدخل]

...

[الفصل السادس: آسيا الصغرى]

يرى البعض أن المناخ في هضبة الأناضول تتعدد أنواعه إلى درجة تدعو إلى الاعتقاد بأن من الممكن أن يجد في أجزائها المختلفة كل من الإنجليزي والإفريقي والسويسري والروسي وغيرهم نوع المناخ الملائم له؛ فهضبة أرمينيا التي تعد امتدادًا لسلسلة جبال البرز المطلة على بحر قزوين يصل ارتفاع بعض قممها في أرارات إلى ١٧ ألف قدم وتنتهي إلى خطوط تقسيم مياه الفرات التي تعتبر الحدود الطبيعية لهضبة الأناضول بالمعنى الصحيح، ومن هذه الهضبة تخرج سلسلتان جبليتان تسير إحداهما في محاذاة ساحل البحر الأسود، وتمتد الثانية إلى الجنوب الغربي حتى تصل إلى البحر المتوسط, وهما تحصران الهضبة الوسطى؛ حيث تمتد السلسلة الشمالية إلى ما يعرف باسم القوس البونتي "Pontic Arc" الذي لا يتخلله إلا بعض الأخاديد العميقة تمر فيها مياه الأنهار إلى البحر الأسود؛ بينما تنتهي السلسلة المقابلة لها جنوبا إلى سهول قيليقيا "خريطة رقم٥" فالهضبة فيما بين هاتين السلسلتين أشبه بحوض متوسط وفي غربها توجد عدة بحيرات وأنهار تنحدر بشدة إلى بحر إيجة؛ حيث تنتهي شبه الجزيرة بسلاسل جبلية متوازية تمتد نحو هذا البحر، وهي تعد امتدادًا للسلاسل الموجودة في بلاد اليونان, وهكذا تنوعت التضاريس وأدى ذلك إلى اختلاف المناخ وتباينه في أجزاء هضبة الأناضول المختلفة، ومع كلٍّ فإنها تتميز بشتاء قاسٍ طويل ولم تكن مغرية

<<  <   >  >>