للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشوجاني فدخلها ودمرها، وعاد سوبيلوليوما بعد ذلك إلى اجتياز الفرات وتقدم إلى سورية؛ حيث سارع أمراؤها المحليون إلى التسليم بعد أن حرموا من مساعدة ميتاني, واكتفى سوبيلوليوما بأن جعل نهر الأورنت حدًّا له ولم يتقدم نحو مصر؛ ولكن ملك قادش التي كانت تعتبر نقطة أمامية للنفوذ المصري خرج لقتاله؛ إلا أن العربات الحيثية اكتسحته, وتقدم الجيش الحيثي جنوبًا إلى "أبينا" بالقرب من دمشق وادعى سوبيلوليوما أنه اتخذ لبنان حدودًا له، ومن حسن حظه أن مصر في ذلك الوقت لم يحكمها من الفراعنة من يهتم بالدفاع عن إمبراطوريتها؛ إذ كان إخناتون منهمكًا في الإصلاح الديني الداخلي١، وهذه الحملة يجب تأريخها حوالي سنة ١٣٧٠ ق. م. وكان من نتيجتها أن أصبحت حلب وعلالق "Alalakh" "عطشانة الحالية" حيثيتان٢, ومن المحتم أن المعاهدات بين ممالك أواسط سورية وآمور التي تشمل منطقة لبنان وجزءًا كبيرًا من ساحل البحر المتوسط قد عقدت في ذلك الوقت، وعلى أي حال فإن بعض البلاد وخاصة قرقميش كانت تنتظر مساعدة من قوات توشراتا ملك الميتانيين التي لم تنهزم, وإن كانت الثقة فيها قد أصبحت مفقودة.

وقد اضطر سوبيلوليوما في ذلك الوقت أن يعود إلى وطنه؛ نظرًا لظروف طارئة عاجلة وترك مهمة المحافظة على سورية لأحد أولاده، وكان يدعى تليبينوس؛ ولكن هذه المهمة لم تكن سهلة إذ انقسمت المقاطعات السورية إلى فريقين: فريق كان يناصر الحيثيين والآخر يناصر الميتانيين, وأخذ كل منهما يترقب نتيجة الصراع الدائر بين الكتلتين الكبيرتين، ولحسن حظ الحيثيين فرقت الفتنة مملكة ميتاني؛ لأن ملكها توشراتا كان يحالف المصريين وتوطدت الصلة بين الأسرتين المالكتين فيهما بالزواج؛ ولكن مصر كانت في ذلك الوقت قد أصبحت


١ انظر أعلاه ص١٧٧-١٧٨.
٢ انظر أعلاه ص١٧٩.

<<  <   >  >>