للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يهتم الغربي بعاديات وحضارة بلاد النهرين القديمة بصفة عامة إلا في القرن السابع عشر على أثر عودة النبيل الإيطالي بيترو ديللافال "Pietro della Valle" سنة ١٦٢٥ من رحلته إليها, وإحضاره أحجارًا منها منقوشة برموز غير معروفة.

وفي سنة أرسل ملك الدانمارك بعثته العلمية الشهيرة إلى الشرق١ لجمع كل ما يمكن من معلومات عن الشرق في كافة فروع المعرفة، وقد تمكن رئيسها كارستن نيبور من نسخ نقوش جديدة من برسبوليس أثارت اهتمام علماء اللغات؛ فبذلوا جهودهم في محاولة تفسيرها، ومنذ ذلك الحين أخد كل من ذهب إلى الشرق يحاول البحث والتنقيب في أطلاله ويجمع ما يمكن الحصول عليه من عادياته وينسخ ما يمكنه نسخه من النقوش من الآثار الثابتة التي يراها، ومن أشهر هؤلاء: القس الفرنسي جوزيف دي بوشام "Joseph de Beaichamp" سنة ١٧٨٦, والقنصل البريطاني في بغداد جيمس ريتش "James Rich" سنة ١٨٠٧, والسير هنري كريزوك رولنسون "Sir Henry Creswick Rawlinson" "سنة ١٨٣٥ وما بعدها" وبول إميل بوتا "Boul Emile Botta" القنصل الفرنسي في الموصل سنة ١٨٤٣, والسير هنري لارياد "Sir Henry Layard" وغيرهم. ومن مطلع القرن الحالي أخذت بعثات أجنبية من مختلف الجنسيات تنقب في أنحاء مختلفة من العراق.

وكما كان حجر رشيد مكتوبًا بثلاث لغات مختلفة؛ مما ساعد على تفسير رموز الكتابة المصرية, وجدت نقوش في إيران كتبت بثلاث لغات مختلفة أيضًا؛ ولكنها تختلف عن حالة حجر رشيد في أن لغات هذه النقوش كانت كلها غير معروفة, ومن أهمها نقش بهستون٢ ونقوش برسبوليس "إصطخر" إلى الشمال الشرقي


١ انظر أعلاه ص٢٤٤-٢٤٥.
٢ عبارة عن نصواحد نقشه دارا الأول بثلاث لغات مختلفة هي: الفارسية القديمة والعيلامية المتأخرة والبابلية, على صخرة بهستون بالقرب من كرمنشاه.

<<  <   >  >>