للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّن الحدود الشرقية بإخضاع عدة مدن عيلامية على الحدود إن لم يكن كلها كما ادعى، وقهر أور وأورك "وأضاف مملكة كيش إلى إمارة لجش" ولكن الحرب التي جاءتنا عنها معلومات مهمة هي الحرب المحلية ضد أوما على بعد ١٨ ميلًا شمال غربي لجش؛ حيث كان التنافس بينهما على أشده من أجل منطقة زراعية تدعى "جو إيدين" تقع على الحدود بين المدينتين وكل منهما كانت تدعي ملكيتها، فقبل "إياناتم" بعدة أجيال توسط ملك في كيش يدعى "ميسيلم"١ بين الدولتين ووضع لوحة له كحدود فاصلة بينهما وانتهى القتال بمعاهدة سلمية, وثبت ملك لجش حدوده مع "إينا كالي" أمير أوما وأعاد لوحة ميسيلم إلى مكانها وفرض ضريبة ضخمة من الشعير على أوما.

وقد بين إياناتم انتصاره على أوما في لوحة تعرف باسم لوحة النسور, وفي نهاية عهده حارب ضد ائتلاف من رجال كيش وماري يقوده "زوزو" "أو أنزو" ملك أكشاك٢, ومع أنه أعلن انتصاره؛ إلا أنه لا شك في أن هذه الحرب قد تسببت في إنهاء إمبراطوريته الصغيرة التي كونها.

والقرن الذي تلا إياناتم كان مضطربًا، ويبدو أن "إن - شاكوش - أنا" ملك أورك و"لوجال أنا موندا" ملك أداب "بسمايا الحالية على بعد ١٦ ميلًا شمال تل فرا" احتلا على التوالي كيش ونيبور واعترف بهما ملكينِ على سومر؛ ولكن ملوك ماري كانوا يتحدون سيادتهما، وتذكر قائمة ملوك سومر أن ستة من ملوك ماري حكموا في سومر لمدة ١٣٦ سنة وهذا الرقم مبالغ فيه، كما أن حكم ملوك من هذه المدينة التي تبعد كثيرًا في الشمال الغربي لمنطقة جنوب العراق يدل على أن الفوضى سادت هذه المنطقة في ذلك العهد، وفي لجش اندلعت


١ ويحتمل توحيده مع "مس - أني - بدا" حاكم أور.
٢ لم تحدد بالدقة بعد, ويحتمل أنها تل عمر "سلوقيا" أمام طيسفون.

<<  <   >  >>