للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وضع النحو وتسميته]

[سبب وضع النحو]

قال أبو الطيب ١: "واعلم أن أول ما اختل من كلام العرب وأحوج إلى التعلم الإعراب، لأن اللحن ظهر في كلام الموالي والمتعربين من عهد النبى عليه الصلاة والسلام، فقد روينا أن رجلا لحن بحضرته فقال: "أرشدوا أخاكم فقد ضل وقال أبو بكر: "لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن"٢.

وقال ياقوت: "مر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على قوم يسيئون الرمي، فقرعهم فقالوا: إنا قوم "متعلمين"، فأعرض مغضبا، وقال: والله لخطؤكم في لسانكم أشد علي من خطئكم في رميكم"٣.

وقال ابن جني: "ورووا أيضا أن أحد ولاة عمر -رضى الله عنه- كتب إليه كتابا لحن فيه، فكتب إليه عمر أن قنع ٤ كاتبك سوطا"٥.

وقال ابن قتيبة: "سمع أعرابي مؤذنا يقول: أشهد أن محمدا رسول الله


١ هو عبد الواحد بن علي أبو الطيب اللغوي الحلبي، له تصانيف جليلة منها مراتب النحويين توفي سنة ٣٥١هـ.
٢ راجع مراتب النحويين، ونقل هذا السيوطي في المزهر أوائل النوع الرابع والأربعين، والحديث الشريف مذكور في الخصائص "باب في ترك الأخذ عن أهل المدر إلخ" ج١ ص٤٠٨، ومعجم الأدباء "الفصل الأول فضل الأدب" ج١ ص٨٢، والأثر المذكور نسب في معجم الأدباء الموطن السالف للشعبي.
٣ الموضع السابق في المعجم.
٤ يقال: قنع المرأة: ألبسها القناع، ورأسه بالسوط غشاه به.
٥ راجع الخصائص البحث السابق وقد ذكر النحاة والمؤرخون هذا الأثر مع تغيير في بعض الكلمات ومع تعيين الوالي وهو أبو موسى الأشعري إذ كان واليه بالبصرة، وتعيين اللاحن وهو أبو الحصين بن أبي الحر العنبري كما في ترجمة يزيد بن مفزع الحميري في وفيات الأعيان، وتعيين اللحن هو قول الكاتب: من أبو موسى الأشعري، راجع باب الاستثناء في المفصل وشرحه، وفي شرح الرضي على الكافية، وفي معجم الأدباء ج١ ص٨٠ حادثة أخرى تماثل هذه استشخص عمر فيها العامل وضربه بالدرة.

<<  <   >  >>