للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النحو والنحاة في عصر الترك]

حان حين دولة المماليك فقضت عليها دولة بني عثمان على يد السلطان سليم الذي فتح بلاد القطرين عنوة بعد قتل السلطان "قانصوه الغوري" فدخل القاهرة عاصمة القطرين سنة ٩٢٣هـ، وجد في طلب "طومان باي" آخر المماليك، ثم صلبه عند "بوابة زويلة" فتم القضاء على المماليك، وأسر الخليفة العباسي "المتوكل على الله" الذي ما انفك سجينا في الآستانة حتى تنازل عن الخلافة للسلطان "سليمان القانوني" بعد توليه.

وبذلك انتهى عصر المماليك وبدأ العصر التركي في القطرين، فانتقلت الخلافة من العباسيين إلى العثمانيين، ومن القاهرة إلى "الآستانة" عاصمة المملكة التركية فاندمج القطران في البلاد التابعة للترك وامحى استقلالهما، واضطرب حبل الهدوء والأمن فيهما، وانتكث فتلهما المبرم ثلاثة قرون، فلا استقلال ولا خلافة، ولا استقرار نظام، وتفشت فيهما أوبئة الضعف من كل النواحي.

وكان من هذا أن فرضت اللغة التركية على البلاد، فركدت ريح هذا العلم وانحط شأنه بين الناس، فقل نتاج العلماء فيه، وكان أغلب مؤلفاتهم تلخيص مطولات أو حواشي على الشروح، فلو تقريت مؤلفات النحاة في القطرين لم تقع عيناك إلا على الحواشي المترادفة على الشروح، وناهيك بحواشي شروح "متون ابن مالك" وحواشي شروح "متون ابن هشام".

وقد امتدت تلك الخطة إلى المشرق، فتوالت الحواشي على شروح "كافية ابن الحاجب" ولا سيما "الفوائد الضيائية للجامي" فقد جاوز الأمر فيها حده فكتبت على حواشيها حواش أخرى، وإن الثبت أمامك في كشف

<<  <   >  >>