للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه صورة سريعة عن زواج بعض الأسر الموسرة في قرطبة، لعلها تعطي تصوراً عما كانت عليه حفلات زواج أمراء وخلفاء بني أمية أو أحد أولادهم، فلا شك أنها كانت على مستوى كبير يتناسب مع ما هم عليه من عزٍ وثراء، وقد ذكر ابن حيان أن أعظم حفلة عرس جرت في الأندلس، أقيمت بمناسبة زواج المنصور بن أبي عامر من أسماء بنت غالب بن عبد الرحمن الناصري سنة (٣٦٧) هـ (١) (٩٧٧ م).

ومن الحفلات التي كانت تقام في قصور بني أمية، حفلة "العقيقة" عندما يرزق أحدهم بمولود، ففي هذه المناسبة تقام وليمة عظيمة يدعى إليها كبار رجالات الدولة ووجهاء البلد، وتكون الأفراح متصلة عدة أيام (٢) وأما عملية الختان فقد كانت تتم بصورة جماعية لأبناء الأمويين، فالخليفة عبد الرحمن الناصر أقام سنة (٣٢٠) هـ (٩٣٢ م) بقصره في قرطبة صنيعاً فخماً احتفل فيه لإعذار عدة من أولاده الأصاغر، أعد "فيه صنوف الأطعمة الرفيعة، والفواكه الغريبة، والطبوب المثمنة، وزانه بما أظهر فيه من الآلات السلطانية والأدوات البديعة وفاخر الآنية وبديع الزينة، … فكان صنيعاً مشهوراً بقرطبة، عظُم شأنه، وكثر حمله، واعتلت عليه النفقة" (٣).


(١) - الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٦٥.
(٢) - البيان المغرب، ٣/ ٣١.
(٣) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٣٢٠ - ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>