للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشد الأسلحة فتكاً بالمراكب، ولذا كان المدافعون يبطلون مفعوله بتعليق اللبود المبلل بالخل والماء حول سفنهم، أو يبلوها بالخل الممزوج بالنطرون والشب، وإما بطلاء سفنهم بالطين الممزوج بالنظرون (١)، كما أن المقاتلين يدهنون أجسادهم بدهن البلسان (٢).

ووسائل التمويه كانت معروفة آنذاك، فقد كان قائد السفينة يأمر بصنع أشرعة زرقاء لسفينته (٣) لكي تصبح مثل لون الماء او السماء، كما يأمر بعدم إشعال النار بالمركب (٤) مما يمكنه بالتالي من الاستفادة من عنصر المباغتة.

وقد اعتاد القائمون على الأساطيل الأموية في الأندلس، إجراء تمارين حربية، تجري خلالها اصطدامات أشبه ما تكون بمعارك بحرية حقيقية، والهدف منها رفع الطاقة الاستعدادية لرجال الأساطيل، وبذلك يكونون على أهبة الاستعداد لأي طارئ.

ومن أجل رفع الروح المعنوية، يتم حضور الأمير أو الخليفة وسائر رجالات الدولة لتلك التمارين، مما يمكنهم بالتالي من الوقوف على مدى كفاءة أولئك الرجال، وذلك وسط حضور جماهيري كثيف كما هو في الاستعراضات التي كان يقوم بها الجيش وعرفناها من قبل.


(١) - أثار الأول ص ٢٣٦.
(٢) - صبح الأعشى ١٠/ ٤١٣.
(٣) - أصار الأول ص ٢١٦.
(٤) - تاريخ التمدن الإسلامي ١/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>