للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط تولى قضاة الجماعة بقرطبة وكذلك قضاة الكور رد المظالم إلى أهلها (١).

وأما الأمير محمد بن عبد الرحمن فقد وصف بأنه كان "مهتبلاً بأمور رعيته مراقباً لمصالحها (٢) " كما أنه اهتم بالمظالم، وأشرف على الكثير منها، من ذلك قصة الثلث الذي أوصى ابن القصيبي بتفريقه (٣)، وكذلك اغتصاب وزيره هاشم بن عبد العزيز لأرض بوثيقة مزورة، واللطيف في هذه القصة هي الطريقة التي تمت بها عرض المظلمة، فقد ذكر ابن حيان أن صاحب الأرض عندما فشل في إقناع الوزير بالعدول عن الأرض، تصدى للأمير محمد عند ركوبه إلى بعض منتزهاته، ونظراً لضخامة الموكب وصعوبة الاقتراب من الأمير، فقد ابتكر الرجل حيلة مناسبة، حيث صعد على حائط يمر الأمير بالقرب منه، وكتب مظلمته على منشور وربطها بعصا ورفعها فوق رأسه فلما حاذاه الأمير، أخذ الرجل يستغيث به ويشير بعصاه والكتاب فيها، فأمر الأمير بأخذ الكتاب فلما قرأه أحضر وزيره هاشم الذي حاول عبثاً تكذيب الرجل، لكن الأمير ضيق عليه حتى اعترف وأقر بظلمه له وتعديه عليه فأنصفه الأمير منه (٤).


(١) - تاريخ القضاء في الأندلس، ص ٥٤٣ ومصادره.
(٢) - البيان المغرب، ٢/ ١٠٩.
(٣) - قضاة قرطبة، ص ٨٣ - ٨٥. ابن القوطية، ص ٧١ - ٧٣.
(٤) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٤٨ - ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>