للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرتك غداةَ البينِ كفاً ومعصماً ... ووجهاً كدينارِ الأغرةِ صافيا

وقال قيس بن الخطيم

وجيدٍ كجيد الرئمِ صافٍ يزينهُ ... توقدُ ياقوتٍ وفصلُ زبرجد

كأنَّ الثريا فوق ثغرةِ نحرها ... توقدُ في الظلماءِ أيَّ توقدِ

ومثل ذلك كثير في كلامهم ويكفي هذا الأنموذج منه وقال عبد الصمد بن المعذل في النساء

وهتكنَ ثنيَ الليلِ عن ... بيضِ السوالفِ والصفاحِ

فكأنما ضحكتْ سجو ... فُ الليل عن بيضِ الأداحي

وقال امرؤ القيس

إذا ما استحمتْ كان فضلُ حميمها ... على متنتيها كالجمانِ لدى الجاني

وقال آخر نحوه المتقارب

كأنَّ الحميم على متنها ... إذا اغترفتهُ باطاسها

جمانُ يجولُ على فضةٍ ... جلتهُ حدائدُ دواسها

وقال آخر

جردهُ الحمامُ عن فضهْ ... كشفَ منه عكناً بضهْ

كأنما الماءُ على جسمهِ ... نملٌ على سوسنةٍ غضهْ

وقال النابغة

سقط النصيفُ ولم تردْ إسقاطهُ ... فتناولتهُ واتقتنا باليدِ

بمخضبٍ رخصٍ كأنّ بنانهُ ... عنمٌ على أغصانهِ لم يعقدِ

نظرت إليك بحاجةٍ لم تقضها ... نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ

زعمَ الهمامُ بأنّ فاها باردٌ ... عذبٌ إذا قبلتهُ قلتَ ازددِ

وإذا طعنتَ طعنتَ في مستهدفٍ ... رابى المجسةِ بالعبير مقرمدِ

وإذا نزعتَ نزعتَ عن مستحصفٍ ... نزعَ الحزورِ بالرشاءِ المحصدِ

وفي هذا المعنى ما ذكر في القصيدة التي لم ينسج على منوالها المشهورة بأنها يتيمة وقيل هي لزوبعة الملحى التي أولها

هل بالطولِ لسائلٍ ردُّ ... أم هل لها بتكلمٍ عهدُ

إلى أن قال

ولها هنٌ رابٍ مجستهُ ... ضيقٌ مسالكهُ به وقدُ

وإذا طعنتَ طعنتَ في لبدٍ ... وإذا نزعتَ يكادُ ينسدُّ

وأخذ ابن الرومي هذا المعنى فقال حيث وصف جارية الهاشمي بطيب الريق وضيق الفرج المنسرح

وصفتُ فاها الذي هويتُ على ال ... رغمِ ولم يختبرْ ولم يذقِ

إلا بأخبارك التي وقعت ... منك إلينا عن ظبية البرقِ

يفترُّ ذاك السوادُ عن يققٍ ... من ثغرها كاللآلئ القلقِ

كأنها والمزاحُ يضحكها ... ليلٌ تفرى دجاه فلقِ

لها حرٌ تستعيرُ وقدتهُ ... من قلبِ صبٍ وصدرِ ذي حنقِ

كأنما حرهُ لخابره ... ما ألهبتْ في حشاهُ من حرقِ

يزدادُ ضيقاُ على المراسِ كما ... تزدادُ ضيقاً أنشوطةُ الوهقِ

وقال أيضاً

يا شبيهَ البدرِ في الحس ... نِ وفي بعدِ المثالِ

جدْ فقد تنفجرُ الصخ ... رةُ بالماء الزلالِ

وفي هذا المعنى لما فيه للرومي من أولِ قصيدة

صادَ القلوبَ بمقلةٍ وسنا ... وسبى العقول هلعةً وسنا

وأتى بأزرق ثوبهِ متوشحاً ... فكأنه بدرٌ بدا بسما

وقال ابن المعتز في غلام عليه ديباجٌ جرميٌّ

وبنفسجيُّ الثوبِ قت ... لُ محبهِ من دائهِ

الآنَ صرتَ البدْرَ إذْ ... ألبستَ لونَ سمائهِ

وقال أبو عثمان الناجم في هذا المعنى

ما تعدتْ قتولُ إنْ ألفتْ زي ... اً شبيهاً بوجهها ذي البهاء

لبستْ أزرقاً فجاءتْ بوجهٍ ... يشبهُ البدرَ في أديمِ السماء

وقال جرير

ما استوصفتَ الناسُ من شيءٍ يروقهمُ ... إلا رأوا أم نوحٍ فوقَ ما وصفوا

وقال

كأنها مزنةٌ غراءُ لائحةٌ ... أو درةٌ ما يوارِي لونها الصدفُ

وقال ابن الرومي في نساءٍ

تواضعَ البدرُ إذْ ألبسنَ فاخرةً ... فكنَّ دراً وكان الدرُّ أصدافا

وقال البحتري في نساء

إذا نضونَ شفوفَ الريطِ آونةً ... قشرنَ عن لؤلؤِ البحرينِ أصدافا

[باب ١٦ في]

[مشي النساء]

ومن حسن التشبيه في مشي النساء قول القائل

شبهتُ مشيتها بمشية ظافرٍ ... يختالُ بينَ أسنةٍ وسيوفِ

صلفٍ تناهت نفسهُ في نفسهِ ... لما انثنى بسنانهِ المرعوفِ

وقال الأعشى

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مرُّ السحابةِ لا ريثْ ولا عجلُ

غراءُ فراءُ مصقولٌ عوارضُها ... تمشي الهوينَى كما يمشي الوجى الوجلُ

وقال ابن مقبل

<<  <   >  >>