للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صافي الحديدِ كأنّ صيقلهُ ... كتبَ الفرندَ عليه أو نقشا

وقال أبو الهولِ

حاز صمصامة الزبيدي من بينِ جميع الأنام موسَى الأمينُ

وكأنّ الفرندَ والرونقَ الجا ... ري على صفحتيه ماءٌ معينُ

يستطيرُ الأبصارَ كالقبسَ المش ... علِ ما تستقرُّ فيه العيونُ

ما يبالي إذا الضريبةُ حانتْ ... أشمالٌ سطتْ به أم يمينُ

نعمَ مخراقُ ذي الحفيظةِ في الهي ... جاء يعصَى بها ونعمَ القرينُ

المخراق المنديل يلعبُ به الصبيانُ وقال قيس بن الخطيم

أجالدهم يومَ الحديقةِ حاسراً ... كأنّ يدي بالسيفِ مخراقُ لاعبِ

ومن أحسن ما قيل في السيف قول البحتري وإن لم يكن فيه تشبيه

يتناولُ الأمل البعيد منالهُ ... عفواً ويفتحُ في القضاء المقفل

ماضٍ وإنْ لم تمضهِ يدُ فارسٍ ... بطلٍ ومصقولٌ وإنْ لم يصقلِ

يغشى الوغى فالترسُ ليسَ بجنةٍ ... من حدهِ والدرعُ ليسَ بمعقلِ

مصغٍ إلى حكمِ الردَى فإذا مضى ... لم يلتفتْ وإذا قضى لم يعدلِ

متوقدٌ يبري بأولِ ضربةٍ ... ما أدركتْ ولو أنها في يذبلِ

وإذا أصابَ فكلُّ شيءٍ مقتلٌ ... وإذا أصيبَ فما له من مقتلِ

وقال ابن المعتز

ولي صارمٌ فيه المنايا كوامنٌ ... فما ينتضى إلا لسفكِ دماء

ترى فوقَ متنيهِ الفرندَ كأنه ... بقيةُ غيمٍ رقَّ دون سماء

وقال ابن الرومي

خيرُ ما استعصمتْ به الكفُّ عضبٌ ... ذكرٌ حدهُ أنيثُ المهزِّ

ما تأملتهُ بعينيكَ إلا ... أرعدتْ صفحتاهُ من غيرِ هزِّ

مثلهُ أفزعَ الشجاعَ إلى الدرْ ... عِ فعلى به على كلِ بزِّ

ما يبالي أصممتْ شفرتاهُ ... في محزٍ أم جازتا عن محزِّ

وقال ابن المعتز

في كفهِ عضبٌ إذا هزهُ ... حسبتهُ من خوفهِ يرتعدْ

وقال ابن الرومي

يقول القائلون إذا رأوهُ ... لأمرٍ ما تغالبتِ الدروعُ

وقال ابن المعتز

ولقد هززتُ مهنداً ... عضبَ المضاربِ مرهفا

وإذا تولجَ هامةَ ال ... جبارِ سارَ فأوجفا

عضبُ المضاربِ كالغدي ... رِ نفى القذى حتى صفا

وقال رجل من طيءٍ

وذي شطبٍ كأنه بطنُ حيةٍ ... إذا عجمتهُ الكفُّ بالعظمِ صمما

[باب ٢٧ في]

[الرماح]

ومن حسن التشبيه في الرماح قول عنترة

يدعونَ عنترَ والرماحُ كأنها ... أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهمِ

وقال دريد بن الصمة

فجئتُ إليه والرماحُ تنوشهُ ... كوقعِ الصياصي في النسيجِ الممددِ

وأحسن الطائي في صفتها وإن لم يكن فيه تشبيه وهو قوله

مثقفاتٍ سلبنَ الرومَ زرقتها ... والعربَ أدمتها والعشاقَ القضفا

والعرب تقول كأن الفلان رمحٌ: وجاء أعرابيٌ إلى ناد فتحرك من فيه ليوسع له فقال إنما يكفيني مركزُ رمحٍ: وقال مزرد في الرمحِ

ومطردٌ لدنُ الكعوبِ كأنما ... تغشاهُ منباعٌ من الزيتِ سائلُ

أصمُّ إذا ما هزَّ مارت سراتهُ ... كما مار ثعبانُ الرمالِ الموائلُ

له رائدٌ ماضي الغرارِ كأنه ... هلالٌ بدا في ظلمةِ الليلِ ناحلُ

وقال ابن الرومي

كأنَّ الزجاجَ اللهذمياتِ بالضحى ... فتيلٌ بأطرافِ الرديني مسرجُ

وقالت ليلى الأخيلية

إنَّ الخليعَ ورهطهُ من عامرٍ ... كالقلبِ ألبسَ جؤجؤاً وحزيما

وقومٌ رباطُ الخيلِ وسطَ بيوتهم ... وأسنةٌ زرقٌ يخلنَ نجوما

وقال ابن جعيل التغلبي

هززتُ ردينياً كأن سنانه ... سنى لهبٍ لم يستعر بدخانِ

وقال دعبل

وأسمرٍ في رأسه أرزقٌ ... مثلُ لسانِ الحيةِ الصادي

وقال آخر

لقد طالَ حملي الرمحَ حتى كأنه ... على كتفي غصنٌ من الدوحِ نابتُ

يطولُ لساني في العشيرةِ مصلحاً ... على أنه يومَ الكريهةِ صامتُ

وقال ساعدة بن جؤيةَ

فأعدَّ أزرقَ في القناةِِ كأنهُ ... في طخيةِ الظلماءِ ضوءُ شهابِ

[باب ٢٨ في]

[صفة الدرع]

وقال أبو داودٍ في صفة درع المتقارب

وأعددتُ للحربِ فضفاضةً ... تضاءلُ في الطي كالمبردِ

تفيضُ على المرءِ أردانها ... كفيضِ الأتي على الجدجدِ

وأنشد ثعلب

<<  <   >  >>