للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يندى لثامُ الإبريقِ من دمها ... كأنه راعفٌ وما رعفا

وقال أبو الشيص

من كلِّ مرتجفِ الذوائبِ أحمرٍ ... كسرى أبوه وأمه بلقيسُ

يسعى بإبريقٍ كأن فدامهُ ... من نورها في عصفرٍ مغموسُ

وقال ابن المعتز

ومعشوقُ الشمائل عسكريٌ ... له قتلٌ وليسَ له سلاحُ

كأنَّ الكأسَ في يدهِ عروسٌ ... لها من لؤلؤٍ رطبٍ وشاحُ

وقال أبو نواس

ترى كأسها عندَ المزاجِ كأنها ... نثرتَ عليها حلي رأسِ عروسِ

فتهتكُ أستارَ الضميرِ عن الحشا ... وتبدي من الأسرارِ كلَّ حبسِ

وقال البحتري

قد سقاني ولم يصردْ أبو الغو ... ثِ على العسكرينِ شربةَ خلسِ

من مدامٍ تخالها وهيَ نجم ... في دجى الليل أو مجاجةُ شمسِ

أفرغتْ في الإناءِ من كلِ قلبٍ ... فهي محبوبةٌ إلى كلِ نفسِ

وقال أبو نواس

نبهْ نديمكَ قد نفسْ ... يسقيكَ كأساً في الغلسْ

صرفاً كأنّ شعاعها ... من كفِّ شارِبها قبسْ

تذرُ الفتى وكأنما ... بلسانهِ منها خرسْ

يدعَى فيرفعُ رأسهُ ... فإذا استقل به نكسْ

ونحوه قول أبي الهندي

سقيتُ أبا المطرحِ إذْ أتاني ... وذو الرعثاتِ منتصبٌ يصيحُ

شراباً يهربُ الذبانُ منه ... ويلثغُ حينَ يشربهُ الفصيحُ

وقال أبو نواس

جاءتك من بيتِ خمارٍ بطينتها ... صفراءُ مثلُ شعاعِ الشمسِ تتقدُ

فابتزها من فمِ الإبريقِ فانبعثتْ ... مثلَ اللسانِ جرى واستمسكَ الجسدُ

وقال الأخطل

نازعتهمْ طيبَ الراحِ الشمولِ وقد ... صاحَ الدجاجُ وحانتْ وقعةُ الساري

لما أتوها بمصباحٍ ومبزلهمْ ... سمتْ إليهم سموَّ الأبجلِ الضاري

ومن حسن الاستعارة قول ابن المعتز المنسرح

قمْ فاسقنيها سلافَ ما يعصرْ ... مجلوةً في غلائلِ الجوهرْ

اسكنتِ الدنَّ في معصفرةٍ ... وأخرجتْ في متبنٍ أصفرْ

وقال الناجم

عصرتْ فألقتْ حلةً سبجيةً ... عنها وجرتْ للعقيقِ ذيولا

وقال ابن الرومي المنسرح

ودرةُ اللونِ في خدود الندا ... مَى وهيَ صفراءُ في خدودِ الكؤوس

ولابن الرومي

هيَ الورسُ في بيضِ الكؤوسِ فإنْ بدتْ ... لعينيكَ في بيضِ الوجوهِ فعندمُ

وقال أبو نواس

تصبحْ بوجهِ الراحِ والطائرِ السعدِ ... كميتاً وبعدَ المزجِ في شبهِ الوردِ

وقال الناجم المتقارب

أدرْ يا سلامةُ كأسَ العقارِ ... وضاهِ بشدوكَ نوحَ القمارِي

وخذها مشعشعةً قهوةً ... تصبُّ على الليلِ ثوبَ النهارِ

يسالبها الخدُّ جريالها ... وتهديهِ للعينِ يوم الخمارِ

وقال ابن المعتز

ومقتولِ سكرٍ عاش لي إنْ دعوتهُ ... إلي مجيباً قد يرى غيهُ رشدا

فقام بكفيهِ بقايا خمارهِ ... وعيناهُ من خديهِ قد جنتا وردا

وقال الأعشى

وكريمةٍ مما يعتق بابلْ ... كدمِ الذبيحِ سلبتها جريالها

الرواة تفسر هذا البيت تقول شربتها حمراء وبلتها بيضاء وسئل أبو نواس عنها فقال المعنى فيه مثل قوله.

كأساً إذا انحدرتْ في حلقِ شاربها ... أرتكَ حمرتها في العينِ والخدِّ

[باب ٣٥ في]

[أواني الخمر]

ومن التشبيهات في أواني الخمر قول علقمة بن عبدة

كأنَّ إبريقهمْ ظبْي على شرفٍ ... مفدمٌ بسبا الكتانِ ملثومُ

الفدام واللثام واحد وهو ما شددته على فم الإبريق أو فم الإنسان ومن ذلك قيل رجلٌ فدمٌ كأن على فمه غطاءً وملثوم بلثام وكانت أباريقهم قديماً بأرجلٍ فلذلك شبهوها بالظباء لطول أعناقها وقوائمها وقال آخر

يا ربَّ مجلسِ فتيةٍ نادمتهمْ ... منْ عبدِ شمسٍ في ذرى العلياء

وكأنما إبريقهم من حسنه ... ظبيٌ على شرفٍ أمام ظباءِ

وقال أبو الهندي في الأواني

مفدمةٌ قزاً كأنّ رقابها ... رقابُ بناتِ الماء أفزعها الرعدُ

وقال ابن المعتز

وكأنَّ إبريقَ المدامةِ بينهمْ ... ظبيٌ على شرفٍ أنافَ مدلها

لما استحثتهُ السقاةُ جثى لها ... فبكى على قدحِ النديمِ وقهقها

وقال اسحق الموصلي

كأن أباريقَ المدامةِ بينهْم ... ظباءٌ بأعلى الرقمتين قيامُ

<<  <   >  >>