للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكفُّ الضخمِ في رأس ... كَ كالخالِ أو الشامهْ

لقد ضلَّ امرءٌ عدَّ ... كَ يا طرطورُ علامهْ

وله في

إنَّ ابنَ بسارٍ له قامةٌ ... بطولها منقارُ فروجِ

يقطعهُ زيقٌ ويرضي الذي ... يحيطه منه بطسوجِ

ندَّ إلينا دونَ أصحابهِ ... من ردمِ ياجوجٍ وماجوجِ

وله فيه

تنقصُ الإخوانِ من شأنهِ ... وهو أخو الذلةِ والنقصِ

كأنه البرغوثُ لم يخطهِ ... في صغرِ الجثمانِ والقرصِ

وقال المصيصي في قصير

تقطعُ دواجاً له سابغاً ... وريقةٌ من ورقِ التوثِ

غني أراهُ في حشا أمهِ ... صورَ من نطفةٍ برغوثِ

وقال الناجم في العزيز

وعازبُ الرأي ضعيفٌ مغرورْ ... يخبطُ من عمايةٍ في ديجورْ

مكاثرٌ في العلمِ وهوَ مكثورْ ... حاصلهُ منه هباءٌ منثورْ

في جسمِ عصفورٍ وحلمِ عصفورْ

وقال حسان يهجو بني عبد المدان

دعوا التخاجؤ وامشوا مشيةً سجحاً ... إنَّ الرجالَ ذوو عصبٍ وتذكيرِ

لا بأس بالقومِ من طولٍ ومن قصرٍ ... جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ

ثم مدحهم فقال

وقد كنا نقولُ إذا رأينا ... لذي جسمٍ يعدُّ وذي لسانِ

كأنك أيها المعطَى لساناً ... وجسماً من بني عبدِ المدانِ

وقال أبو نواس في قصيرة المنسرح

بدت لنا في ثياب لعبتها ... تجر أثوابها لقلتها

وقال ابن أبي حفصة المنسرح

كلُّ فتاةٍ قصيرة سمنتْ ... مسودةً لا ألذ نيكاها

وقال ابن الرومي في قصيرة

تضلُّ في السربالِ من قلةٍ ... كصعوةٍ في جوفِ قفاعهْ

قصيرةُ القامةِ دحداحةٌ ... قامتها قامةُ فقاعهْ

وله أيضاً

قميئةُ الخلفة دحداحةٌ ... تطرحها القلة في المنسى

نكهتها تقتل جلاسها ... لقرب محساها من المفسى

وقال الناجم

وقصيرٍ لا تعملُ الش ... مسُ فيئاً لقامتهْ

يعثرُ الناسُ في الطريقِ به من دمامتهْ

وله في ابن عمار

إنَّ ابنَ عمارٍ له قامةٌ ... قريبةُ البعضِ من البعضِ

طامنهُ الفقرُ وإدمانهُ ... فصار منه الطول في العرضِ

لا تبصرُ العينُ إذا ما بدا ... منه سوى الرأسِ على الأرضِ

[باب ٨٣ في]

[الثقلاء]

قال ابن الرومي يهجو

يا أبا القاسم الذي لستُ أدري ... أرصاصٌ كيانهُ أم حديدُ

أنتَ عندي كماء بئركَ في الصي ... ف ثقيلٌ يعلوهُ بردٌ شديد

وقال ابن المعتز

يا ربَّ يومٍ ظلتُ أرعى شمسهُ ... وكأنها في الجوِ دمعةُ خائفِ

عاشرتُ فيه معاشراً كانوا قذًى ... للعينِ لا يلقى بجفنٍ طارفِ

كانوا شتاءً فيه إلا أنني ... من شمسهِ آجرُّ يومٍ صائفِ

وقال ابن الرومي في ثقيل

وثقيل كأنهُ ثقلُ دينٍ ... تتقذاهُ طالعاً كلُّ عينِ

حملَ اللهُ أرضهُ ثقليها ... وبراهُ علاوةَ الثقلينِ

وقال أبو نواس المتقارب

ثقيلٍ يطالعنا من أمم ... إذا سرهُ رعفُ أنفى ألم

لطلعته وخزةٌ في الحشا ... كوقعِ المحاجمِ في المحتجمْ

أقولُ له إذ أتى لا أتى ... ولا نقلتهُ إلينا قدمْ

فقدتُ خيالكَ لا منْ عمى ... وصوتَ كلامك لا من صمم

تغطَّ بما شئت عن ناظري ... ولوْ بالرداءِ به تلتثمْ

وقال ابن الرومي

وثقيلٍ جليسهُ في سياقٍ ... ساعةً منه مثلَ يومِ الفراقِ

قد قضى اللهُ موتهُ منذُ حينٍ ... واجتوى الموتُ نفسهُ وهو باقِ

لا أسميه باسمهِ قد كفاني ... أنهُ وحدهُ بغيضُ العراقِ

[باب ٨٤ في]

[الغربان]

في الغربان قال بعض الشعراء

أأنْ شاقتَك منزلةٌ بخيبٍ ... ومنزلةٌ بمنجاةِ الكثيبِ

كأنَّ الشاحجاتِ بجانبيها ... شبابٌ جئنَ من حبشٍ ونوبِ

يقعنَ جماعةً ويطرنَ شتى ... إذا ما الشمسُ همتْ بالغروبِ

وقال الطرماح

وجرى بينهمُ غداةَ تحملوا ... من ذي الأبارقِ شاحجٌ يتفيدُ

شنجُ النسا أدفى الجناحِ كأنهُ ... في الدارِ إثرَ الظاعنينَ مقيدُ

وقال عنترةُ

ظعنَ الذين فراقهمْ أتوقعُ ... وجرى ببينهم الغراب الأبقعُ

<<  <   >  >>