للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفسي على عمل ابن أبي قحافة١، وأردتها على عمل عمر، فنفرت من ذلك نفارًا شديدًا، وأردتها على سنيات عثمان فأبت علي، فسلكت بها طريقًا لي ولكم فيه منفعة: مؤاكلة حسنة، ومشاربة جميلة، فإن لم تجدوني خيركم فإني خيرٌ لكم ولاية، والله ما أحمل السيف على من لا سيف له، وإن لم يكن منكم إلا ما يشتفى٢ به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك له دبر أذني٣ وتحت قدمي، وإن لم تجدوني أقوم بحقكم كله فاقبلوا مني بعضه، فإن أتاكم مني خير فاقبلوه، فإن السيل إذا جاء أثرى٤، وإن قل أغنى، وإياكم والفتنة فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة".

ومن خطبة زياد بالبصرة:

"أما بعد، فإن الجهالة الجهلاء٥، والضلالة العمياء٦، والغي الموفى بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور العظام ينبت فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير، كأنكم لم تقرءوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد الله من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته في الزمن السرمدي٧ الذي لا يزول، أتكونون كمن طرفت عينيه الدنيا٨


١ يعني أبا بكر الصديق.
٢ يذهب غيظه.
٣ خلف أذني أي أطرحه ولا أباليه.
٤ أثرى أغنى.
٥ الشديدة.
٦ الشديدة المستهلكة.
٧ الدائم.
٨ جعلته لا يبصر شيئًا ولا يعنى إلا بها.

<<  <   >  >>