للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المناظرة والجدل]

يقول ابن خلدون: وأما الجدل -وهو معرفة آداب المناظرة التي تجري بين أهل المذاهب الفقهية وغيرهم- فإنه لما كان باب المناظرة في الرد والقبول متسعًا وَكَلَ واحدًا من المتناظرين في الاستدلال والجواب يرسل عنانه في الاحتجاج، ومنه ما يكون صوابا ومنه ما يكون خطأ فاحتاج الأئمة إلى أن يضعوا آدابًا وأحكاما يقف المتناظران عند حدودها في الرد والقبول١ وسميت هذه الآداب فيما بعد "أدب البحث والمناظرة"، والخلاف والجدل في عرف العلماء الآن يخالفان البحث والمناظرة من حيث إن الغرض منها الإلزام، والغرض من المناظرة إظهار الصواب٢ فهي تعنى بخدمة الحقيقة والصواب؛ لا يعنيها الناس كما يعنيها إثبات الحق وبيان وجه الصواب، وعلى أية حال فنحن هنا أمام ضرب من الكلام يشترك فيه اثنان على الأقل يحاول كل منهما إثبات رأيه وإبطال رأي


١ المقدمة ص٩١ مطبعة التقدم.
٢ الشيخ حسين والي؛ الموجز ص٣٢.

<<  <   >  >>