للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصمه بالحجة والبرهان ويتناول المسائل العلمية والسياسية والاجتماعية والفلسفية وغيرها.

وقد كان فيما مضى وسيلة الفرق الإسلامية، وأصحاب المقالات الفلسفية والأدبية في الحوار وتقرير الآراء، بدأ شفويًّا كالحديث والخطابة، ثم صار كتابيًّا يسجل في كتب ورسائل حتى الآن.

وقد زادته المطبعة انتشارًا وقوة حتى ملأ الصحف والمجلات، والكتب العلمية والأدبية، وهو فن نافع في كشف الحق وإزهاق الباطل بالحجة الصحيحة، والمنطق والصواب.

والنوع الأدبي منه الحقيقي كهذه المناظرة التي حدثت في نيسابور بين الهمذاني والخوارزمي١، ومنه الخيالي الذي يكتبه الأديب لبيان رأيين مختلفين في مسألة بهذا الأسلوب الجدلي كمناظرة صاحب الديك وصاحب الكلب التي كتبها الجاحظ في الحيوان، والمناظرة التي كتبها الآمدي في الموازنة بين أبي تمام والبحتري والمناظرة بين السيف والقلم لابن الوردي وغيرها كثير.

والناظر في هذا الفن يجد له أصولًا خاصة به دونها العلماء تتناول المتن والسند والمقدمة والدليل والتقسيم وغيرها من مسائله الموضوعية والمعنوية٢، والذي يعنينا هنا العبارة أو الأسلوب اللفظي الذي يؤدي هذه المعاني وهو لا يمتاز في الواقع بشيء جديد غير ما نجده في المقالة والخطابة إذا كانت كلها فنونا إقناعية، ولكنه مع ذلك ذو مظاهر ثانوية أشد اتصالا به.

١- منها أن المناظر مرتبط بخصمه، مقيد بأفكاره إلى حد ما، فهو


١ رسائل بديع الزمان الهمذاني ص١٨، طبعه بيروت ١٩٢١.
٢ راجع في ذلك نقد النثر ١٠٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>