للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٦- مسألة: [الحروف التي وضع عليها الاسم في "هو" و"هي"] ١

ذهب الكوفيون إلى أن الاسم من "هو، وهي" الهاء وحدها.

وذهب البصريون إلى أن الهاء والواو من "هو" والهاء والياء من "هي" هما الاسم بمجموعهما.

أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أن الاسم هو الهاء وحدها دون الواو والياء أن الواو والياء تحذفان في التثنية، نحو "هما" ولو كانتا أصلًا لما حذفتا.

والذي يدل على ذلك أنهما تحذفان في حالة الإفراد أيضا وتبقى الهاء وحدها، قال الشاعر، وهو العُجَير السَّلُولِي جاهلي:

[٣٣٣]

فَبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قال قائل: ... لمن جَمَلٌ رِخْوُ المِلَاطِ نَجِيبُ

أراد "بَيْنَا هو" وقال الآخر:

[٤٢٨]

بَيْنَاهُ في دار صدق قد أقام بها ... حينًا يُعَلّلُنَا وما نُعَلِّلُهُ

أراد "بَيْنَا هو" وقال الآخر:

[٤٢٩]

إِذَاهُ سِيمَ الخَسْفَ آلَى بِقَسَمْ ... بالله لا يأخذ إلا ما احْتَكَمْ


[٤٢٨] هذا البيت من شواهد سيبويه "١/ ١٢" ولم يعزه، ولا عزاه الأعلم، وقد رويناه لك في شرح الشاهد ٣٣٣ السابق في المسألة "رقم ٧٠" وبينا علته عند سيبويه ومن نحا منحاه، وهو ههنا مرويّ على لسان الكوفيين، يستدلون به على أن أصل "هو" الهاء وحدها، بدليل سقوطها هذا في هذا الشاهد وأمثاله، فإن المعروف أن سقوط الحرف من الكلمة دليل على أنه زائد، وهو كلام غير مستقيم، لأن "هو" ضمير منفصل مستقل بنفسه يجري مجرى الظاهر، فلا يكون على حرف واحد، ولأن لزوم الحرف وسقوطه إنما يستدل به في تصريف الكلمات، وقد عرف أن التصريف لا يدخل الضمائر ونحوها من الأسماء غير المتمكنة.
[٤٢٩] هذان بيتان من مشطور الرجز، وقد أنشدهما ابن منظور عن الكسائي "٢٠/ ٣٦٦" ولم =

<<  <  ج: ص:  >  >>